بعد عامين من الحرب.. هل أصبحت «أوكرانيا» ولاية أمريكية ؟
خاص – نبض السودان
يبدو أن الحرب الروسية الأوكرانية كان لها تداعيات أكبر من مجرد التدخل العسكري الروسي ومحاولة اسقاط نظام كييف الذي تتهمه موسكو بالنازية.
فبعد عامين من الحرب تبدو أوكرانيا في ورطة كبيرة خاصة بعد فشل الهجوم المضاد في ظل نجاح القوات الروسية في السيطرة على عدد كبير من المدن الأوكرانية بعد تراجع الدعم الغربي لنظام كييف.
وبحسب تقارير فقد بات الدعم الغربي وخاصة الأمريكي منه لأوكرانيا مرتبطا بإلتزامات على كييف تتعدي حدود أوكرانيا وتخدم مصالح الولايات المتحدة في مناطق بعيدة عن الصراع الروسي الأوكراني داخل أوكرانيا حيث بدأت واشنطن تستخدم عناصر من القوات المسلحة الأوكرانية كمرتزقة تابعين لها في مناطق مختلفة من العالم.
وفي مواجهة النفوذ الأمريكي، لم يعد الرئيس الأوكراني يسستطيع أن يقول لا أمام ما يمكن وصفه بالتعليمات والأوامر الأمريكية ويحاول تبرير انتشار قواته في مناطق أخري بالعالم رغم تراجعها داخل أوكرانيا بأنه ينقل يلاحق النفوذ الروسي حول العالم.
وفي تقرير لها، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الأوكراني زيلينسكي اتخذ قرارا أواخر 2023 بنشر قواته في السودان التي تعاني حربا أهلية في خطوة بدت محفوفة بالمخاطر على مسار الحرب بأوكرانيا خاصة مع انخفاض مستويات الدعم من الحلفاء الغربيين، نتيجة للخسائر المتتالية التي يتعرض لها الأوكران على الجبهة الشرقية.
وبحسب التقرير فقد أصبحت أوكرانيا التي تواجه حربا روسية متورطة في صراع داخلي بدولة أخرى، وشاركت قواتها في عمليات عسكرية أدت إلى سقوط ضحايا مدنيين، وهو ما يعرضها لمواجهة تهم ارتكاب جرائم حرب لحساب الغير ما يؤثر على السمعة الدولية لأوكرانيا وصورتها العالمية ويربطها بالتبعية الامريكية العمياء ويُحتمل أن تؤثر هذه الأحداث بشكل ملموس على علاقات أوكرانيا الدولية ومقدرتها على سلوك مسارات دبلوماسية فعّالة وصون مصالحها القومية في المستقبل.
وكشفت الصحيفة الأمريكية أن القوات الأوكرانية تشارك في الحرب السودانية استجابةً لتوجيهات صادرة عن الولايات المُتحدة الأمريكية ، رغم أن النزاع يبقي مشتعلا في الشرق الأوكراني حيث تتواجد القوات الروسية، الأمر الذي يضع الجنود الأوكرانيين في دائرة المرتزقة!
وما عزز من صدق تقرير وول ستريت ما عرضته قنوات إعلامية أوكرانية من بينها كييف بوست التي نشرت محتويات مُصورة تُشير إلى مشاركة تلك القوات في النزاع السوداني ملمحة لوجود اتفاقية غير معلنة تتطلب من القوات الأوكرانية التحرك نحو العاصمة الخرطوم، وأخذ دور فعّال في المعارك كشرط لاستمرار الدعم الأمريكي لأوكرانيا.
كما سبق وأعلن البرلماني الأوكراني ألكسي جونشارينكو في تصريحات صحفية استعداد بلاده للمشاركة في النزاعات الدولية بجانب واشنطن، واستعداد قواتها للانتشار في مناطق الصراع المختلفة حتى مقابل قوى كإيران، الصين، أو كوريا الشمالية كما يقول.
كما كشف كيريل بودانوف، رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية، في تصريحات سابقة عن وجود كتائب خاصة أوكرانية في السودان، مشيرًا إلى هدف “مواجهة” الخصم الروسي أينما كان على هذا الكوكب.
التحركات في الصومال
ومن السودان نطير إلي الصومال، حيث تحدثت تقارير صحفية عن وصول دفعات من الجنود التابعين للقوات الخاصة الأوكرانية إلى القواعد العسكرية في مقديشو، العاصمة الصومالية، للعمل ضمن شركة Bancroft Global Development الأمنية الأمريكية، التي لها بصمتها في المنطقة منذ مدة ليست بالقصيرة.
وبحسب تقرير لـ صحيفة “Military Africa” فهناك نشاط وتحركات ملحوظة للقوات الأوكرانية داخل مقديشو من خلال شركة Bancroft الأمريكية، المدعومة من الخارجية الأمريكية والتي تتواجد في الصومال منذ أكثر من عقد من الزمان وتعمل على تأمين مواقع التعدين وحمايتها، ومواجهة االجماعات المسلحة.
وجاءت الاتفاقية التي عقدتها حكومة الصومال مؤخراً مع تركيا للتعاون الدفاعي والاقتصادي وراء قرار الولايات المتحدة تعزيز وجودها في الصومال عبر القوات الأوكرانية في محاولة لتعطيل تفعيل الاتفاق التركي-الصومالي والحرص على ابقاء النفوذ العسكري الامريكي في منطقة مضيق باب المندب الاستراتيجية.
ويبقي السؤال..هل أصبحت أوكرانيا ولاية أمريكية وتحول جنودها لمرتزقة في خدمة العم سام بعد عامين من الحرب الروسية الأوكرانية التي يبدو أن الغرب بدأ يدرك صعوبة الوقوف في وجه الدب الروسي الذي مازال قادر على تحقيق المزيد من الانتصارات العسكرية داخل أوكرانيا رغم العقوبات الدولية والتحالف الغربي ضده.