توقعات بفشل مفاوضات سويسرا
رصد – نبض السودان
توقع القيادي بـ”الحرية والتغيير” ورئيس حزب المؤتمر السوداني، عمر الدقير، أن تفشل جولة المفاوضات الجديدة المزمع عقدها في سويسرا؛ إذا اتبع طرفا النزاع في السودان “نفس النهج التكتيكي الفاقد لإرادة السلام الجادة “، مثلما حدث في الجولات السابقة في كل من جدة والمنامة.
وقال الدقير على منصة “إكس”: كما هو معلوم، انعقدت عدة جولات تفاوض – بين ممثلين للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع – بمدينة جدة في السعودية بهدف الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار ومعالجة الكارثة الإنسانية، وأعقبتها جولة أخرى انعقدت الشهر الماضي في مدينة المنامة على شَطِّ البحرين للوصول لذات الهدف، ولكن في كلا المدينتين بقي الهدف المأمول بعيد المنال.
وأضاف: الآن يترقب السودانيون جولة مفاوضات جديدة بين الطرفين في سويسرا حسب إعلان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، مارتن غريفيث.
وقال: إذا انعقد اجتماع في سويسرا أو غيرها بنفس النهج التكتيكي فليس من المتوقع أن يفضي إلى نتائج ملموسة على الأرض، لأن المفاوضات بهذا النهج الفاقد لإرادة السلام الجادة وعلى هذا النحو المتقطع لا يتراكم فيها شيء، بحيث تكون العودة في كل جولة إلى أول السطر، ويكون السودانيون في حالة انتظارٍ عقيم كما في مسرحية صامويل بيكيت العبثية “في انتظار غودو””.
وأشار إلى أنه “من المؤسف أن يحدث هذا التسويف في الوقت الذي تواصل فيه الحرب القضاء على اليابس واليابس في وطننا -لأن مساحة الأخضر شَحّتْ لدرجة التلاشي – وتنجح في تحويل السودان إلى “أكبر حالة نزوح في العالم” حسب وصف منظمة الهجرة الدولية، وتمنع الرعاية الصحية عن أكثر من ١٥ مليون سوداني وفقاً لآخر إفادة من منظمة الصحة العالمية، وتضع 18 مليون تحت تأثير أزمة غذائية حادة حسب تقديرات برنامج الغذاء العالمى، ويتكفل الجوع بإرسال طفلٍ بريءٍ إلى القبر – كل ساعتين – بدلاً من المدرسة أو الملعب.
ونوه إلى أن أنباءُ يوم أمس نقلت أن حوالي ثلاثين سودانياً لحقوا بمن سبقوهم إلى بطون الحيتان في البحر الأبيض المتوسط قبالة الشواطئ التونسية خلال محاولة نزوحهم التراجيدي من واقع الحرب بحثاً عن ملاذٍ آمن وأسباب عيشٍ كريم.
وقال الدقير: لن نملّ القول بأنه لا بديل عن الحل السياسي السلمي للصراع المدمر في بلادنا، ومع تقديرنا للجهود الدولية والإقليمية الساعية للمساعدة في إنهاء هذا الصراع، يبقى التعويل الأساسي على إرادة السودانيين التي أنجزت ثورة ديسمبر المجيدة وكل المآثر الوطنية الكبرى في تاريخنا.