صحة وتكنولوجيا

ماذا يحدث لجسمك عند التوقف عن تناول السكر لمدة شهر؟

متابعات – نبض السودان

يشهد الوعي العام حول أضرار السكر اهتمامًا متزايدًا بين خبراء التغذية والأطباء حول العالم، وذلك في ظل ارتباطه بتدهور عدد من المؤشرات الصحية، بدءًا من الطاقة اليومية، ومرورًا بنوعية النوم، ووصولًا إلى صحة الجلد ومعدل الالتهابات في الجسم.

وفي ظل هذه المخاوف، يتجه كثير من الأشخاص إلى تجربة التوقف الكامل عن تناول السكر لمدة 30 يومًا، وهي خطوة وصفها الأطباء بأنها أشبه بـ”إعادة تشغيل للجسم”، لما لها من فوائد صحية مثبتة علميًا.

لكن هل هذه المهمة سهلة؟ الإجابة قد لا تكون كما تتوقع.

السكر يختبئ في كل مكان.. من الشوكولاتة إلى التتبيلات

رغم أن التوقف عن تناول السكر يبدو بسيطًا – كأن تبتعد عن الحلوى والمشروبات الغازية – إلا أن الحقيقة مختلفة تمامًا. السكر متخفٍ في العديد من الأطعمة اليومية، مثل ألواح البروتين المعلّبة، وبعض صلصات السلطة، بل وحتى في أطعمة “صحية” مزعومة.

وتوضح أخصائية التغذية بروك ألبرت، وهي المؤلفة المشاركة لكتاب “التخلص من سموم السكر”، أن التحدي الأكبر هو أن السكر يُسبب نوعًا من الإدمان الفعلي. تقول: “كلما تناولت منه أكثر، زادت رغبتك فيه. والتخلص منه يتطلب انضباطًا وإرادة قوية”.

فما الذي يمكن أن يحدث لجسمك خلال شهر من التوقف الكامل عن السكر؟

الأسبوع الأول: أعراض الانسحاب المزعجة

في البداية، لن يكون الأمر سهلًا، حيث يبدأ الجسم في الاعتراض على غياب مصدر طاقته السريع.

تشمل الأعراض المعتادة:

  • صداع متكرر
  • تعب عام
  • تقلبات مزاجية
  • صعوبة في التركيز
  • رغبة قوية في تناول السكر

وتصف ألبرت هذه المرحلة قائلة: “تشعر كأن دماغك مغطى بالضباب، وتشعر بالإرهاق”، لكن تؤكد أن هذه الأعراض مؤقتة، وغالبًا ما تبدأ بالاختفاء بعد أسبوع من الالتزام.

استقرار الطاقة على مدار اليوم

بعد تخطي مرحلة الانسحاب، يبدأ الجسم بتنظيم مستويات الطاقة بفعالية أكبر، فتختفي نوبات الخمول المفاجئة التي كانت تتكرر بعد تناول وجبات غنية بالسكر.

تصبح طاقتك أكثر اتساقًا واستمرارية طوال اليوم، دون الحاجة إلى تناول وجبات خفيفة أو “سناكات” مليئة بالسكريات.

تحسّن نوعية النوم بشكل كبير

يؤثر السكر سلبًا على هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم، خاصة عند تناوله مساءً.

ومع غياب السكر، تتحسن دورة النوم الطبيعية، فتجد نفسك تغفو بسرعة أكبر، وتستيقظ بشعور أكثر انتعاشًا في الصباح.

بشرتك تبدأ بالتحول.. نضارة وتوحّد في اللون

السكر معروف بكونه عاملًا محفزًا للالتهابات، وهو ما ينعكس بشكل واضح على البشرة، من خلال زيادة حب الشباب وتسريع ظهور التجاعيد.

لكن بعد التوقف، تبدأ هذه التأثيرات بالتراجع. ورغم أن بعض الحبوب قد تظهر مؤقتًا، إلا أنها تختفي سريعًا، وتبدأ البشرة في التحول إلى نضارة ملحوظة.

خسارة دهون البطن وتحسين شكل الجسم

السكر يرتبط بارتفاع مستويات الأنسولين، وهو ما يعزز تخزين الدهون، خاصة في منطقة البطن.

عند التوقف عن السكر، يقل الأنسولين، وتنخفض السعرات الحرارية تلقائيًا، ما يؤدي إلى خسارة دهون البطن الخطرة، وتحسن في شكل الجسم العام.

براعم التذوق تعيد اكتشاف الطعم الحقيقي للطبيعة

بعد أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع من التوقف عن السكر الصناعي، تبدأ براعم التذوق في التأقلم، وتصبح أكثر حساسية للسكريات الطبيعية.

تقول ألبرت مازحة: “بعدها، التفاح سيبدو مثل الحلوى، والبصل حلو، وحتى اللوز له طعم حلو!”. هذا التغيير يساعد الجسم على الاستمتاع بالسكر الطبيعي دون الحاجة لأي إضافات صناعية.

نصيحة ذهبية: اقرأ الملصقات الغذائية جيدًا

السكر لا يأتي دائمًا باسم “سكر”. بل غالبًا ما يظهر بأسماء متعددة مثل:

  • سكروز (Sucrose)
  • فركتوز (Fructose)
  • غلوكوز (Glucose)
  • مالتوز (Maltose)
  • دكستروز (Dextrose)
  • شراب الذرة عالي الفركتوز (HFCS)

القاعدة الذهبية؟ إذا انتهت الكلمة بـ “-ose”، فهي غالبًا نوع من السكر. لذا فإن تعلّم قراءة المكونات الغذائية بدقة، هو سلاحك الأول في المعركة ضد السكر الخفي.

خلاصة الرحلة: التوقف عن السكر يعيد لك السيطرة على صحتك

ربما تكون البداية صعبة، لكن الاستمرار لمدة شهر كفيل بإحداث تحوّل كبير في الطاقة والنوم والبشرة والوزن وحتى المزاج.

التوقف عن السكر لا يعني الحرمان، بل هو بوابة لاكتشاف طعم الحياة من جديد – طعم الفواكه والخضروات، والنوم العميق، والطاقة الحقيقية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

زر الذهاب إلى الأعلى