تقرير أممي جديد حول تطورات السودان
رصد – نبض السودان
قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن الحصار القائم والأعمال العدائية المستمرة في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ادى لمقتل نحو 782 مدنياً وإصابة أكثر من 1143 آخرين ، واصفا الوضع بانه : ” مقلق لا يمكن أن يستمر”، وأن من الواجب على قوات الدعم السريع إنهاء هذا الحصار المروع.
واعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك ـــ فى احدث تقرير لمكتبه، أن الحصار الحالي على الفاشر والقتال المتواصل يتسبب في إزهاق الارواح على نطاق واسع.
وحث فولكر تورك جميع أطراف النزاع على وقف الهجمات على المدنيين والأعيان المدنية، ودعاهم الى الامتثال لواجباتهم والتزاماتهم بموجب القانون الدولي، لافتا الى أن آلاف المدنيين محاصرون دون ضمانات لمرور آمن للخروج من المدينة، ومعرضون لخطر الموت أو الإصابة جراء الهجمات العشوائية التي تشنها جميع أطراف النزاع.
وأكد التقرير الذي استند إلى مقابلات أجريت في أكتوبر ونوفمبر من العام الحالي مع 52 شخصاً تمكنوا من الفرار من الفاشر، وتم التحقق منها عبر مصادر مستقلة متعددة، وقوع قصف منتظم ومكثف لمناطق سكنية مكتظة بالسكان من قبل قوات الدعم السريع، وغارات جوية متكررة من قبل القوات المسلحة السودانية، وقصف مدفعي من قبل كل من القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة المتحالفة معها.
وحذر التقرير الاممى، من أن الهجمات على المدنيين والأعيان المدنية قد ترقى إلى “جرائم حرب”، مشيرا الى ان الفاشر
ومنذ شهر مايو الماضي تحولت إلى ساحة معركة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، المدعومة من قبل القوات المشتركة المتحالفة معها .
وبحسب التقرير، فإن الأطراف استخدمت “أسلحة متفجرة” في مناطق “مأهولة بالسكان”، بطريقة “تثير قلقاً بالغاً تتعلق باحترام مبدأ الحيطة وحظر الهجمات العشوائية”.
واضاف التقرير الى انه ومن خلال التصعيد الكبير في القتال في يونيو، انخرطت الأطراف في تبادل كثيف لإطلاق النار في مناطق مدنية مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين. كما استخدمت المنازل لأغراض عسكرية، وهوجمت الأسواق ونهبت، وتم تسجيل حالات وفيات داخل المنازل، وفي الأسواق والشوارع، وفي محيط المستشفيات. ويشير التقرير الى أن سكان حي الثورة جنوب لم يتمكن السكان من جمع جثث أولئك الذين ماتوا في الشوارع لعدة أيام، بسبب القصف المستمر وتبادل إطلاق النار الكثيف.
يوضح التقرير إن مستشفى السعودي للولادة، هو المستشفى العام الوحيد المتبقي حالياً في الفاشر القادر على تقديم العمليات الجراحية وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية. لكنه يتعرض لقصف متكرر من قبل قوات الدعم السريع. في الوقت الذي أبلغ فيه مقدمو الخدمات عن ارتفاع في حالات العنف الجنسي منذ بدء الحصار، كما تعرض مرفق صحي آخر، مركز تمباسي الطبي، للقصف من قبل قوات الدعم السريع في أغسطس، مما أسفر عن مقتل 23 شخصاً وإصابة 60 آخرين.
ويوثق التقرير الذى اطلعت عليه (نبض السودان)،أيضاً هجمات متكررة لقوات الدعم السريع على مخيمات للنازحين، لا سيما مخيمي زمزم وأبو شوك، وعلى مخيم زمزم للنازحين، الذي يقع على بُعد 15 كيلومتراً جنوب مدينة الفاشر ويأوي حالياً مئات الآلاف من النازحين، شهد تواجداً متزايداً للقوات المشتركة المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية وتعرض للقصف ست مرات من قبل قوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 نازحاً.
واشار التقرير ـــ، بالاضافة إلى تقارير ،حول ازدياد تعبئة المقاتلين على أسس قبلية من قبل أطراف الصراع في أنحاء دارفور، إلى أن الاستعدادات قد تكون جارية للمزيد من الأعمال القتالية.
وقال المفوض الأممي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن أي هجوم واسع النطاق على مخيم زمزم ومدينة الفاشر من شأنه زيادة معاناة المدنيين إلى مستويات كارثية، وتعميق الوضع الإنساني المتردي اصلاً، بما في ذلك ظروف المجاعة.
وحث فولكر المجتمع الدولي على بذل كل الجهود لمنع مثل هذا الهجوم وانهاء الحصار، داعيا جميع أطراف النزاع إلى تبني جهود الوساطة بحسن نية، بهدف وقف الأعمال العدائية على
الفور.