تقدم تكشف تفاصيل زيارة رئيسها لـ بروكسل
رصد – نبض السودان
حذر رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية “تقدم”، عبد الله حمدوك، من انزلاق السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا، إلى جانب تمزق البلاد إلى كيانات عديدة تصبح بؤرة جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.
وكان حمدوك شارك في بروكسل خلال الفترة من ٣ إلى ٦ نوفمبر ٢٠٢٤، في مؤتمرين رفيعي المستوى، لمجلس مؤسسة مو إبراهيم ومجلس مؤسسة أفريقيا وأوروبا، بحضور عدد من الرؤساء الأفارقة والأوروبيين السابقين، إلى جانب قيادة الاتحاد الأوروبي ومنظمات إقليمية ودولية، وفقًا لبيان من “تقدم”.
وقال البيان إن قدم حمدوك شرحًا عن الأوضاع في البلاد، مستعرضًا الآثار التي سببتها وما زالت تُسببها الحرب من مقتل أكثر من مائة وخمسين ألف مواطن وتشريد أكثر من اثني عشر مليونًا نزوحًا ولجوءًا، وتدمير قطاعي الصحة والتعليم والبنى التحتية والقطاعات الإنتاجية، والكارثة الإنسانية الأكبر في العالم اليوم.
كما سلط الضوء على ما يتعرض له المدنيون من أهوال ومخاطر في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان، مقابل القصور البين من المجتمع الدولي والأمم المتحدة.
وأضاف أنه “إذا ما استمرت الأوضاع كما هي عليه الآن، سيفاجأ الجميع بأكبر أزمة لجوء لم يشهدها العالم من قبل، وعلى أوروبا الاستعداد من الآن لاستقبال الملايين الذين سيطرقون أبوابها عبر البحر الأبيض المتوسط”.
وحذر حمدوك من أن انهيار الدولة جراء تعدد الجيوش وأمراء الحروب وتحشيد وتجنيد المدنيين وتنامي خطاب الكراهية والاصطفاف العرقي والجهوي، مما يهدد بانزلاق السودان إلى ما هو أسوأ من الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا عام ١٩٩٤، كما أعرب عن تخوفه من أن يتمزق السودان إلى كيانات عديدة تصبح بؤرة جاذبة لجماعات التطرف والإرهاب.
واطلع حمدوك المُؤتمرين على ما تقوم به تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) ورؤيتها لوقف الحرب وإعادة الإعمار والعودة للتحول المدني الديمقراطي، مطالبًا المجتمع الدولي باتخاذ تدابير وإجراءات عاجلة لحماية المدنيين في السودان.
ودعا إلى تفعيل قرار الجمعية العامة المعني بمبدأ مسؤولية الحماية، وإنشاء مناطق آمنة، وتفويض ونشر قوات حماية.
كذلك دعا إلى عملية إنسانية موسعة عبر كافة دول الجوار وعبر خطوط المواجهة دون أي عوائق وذرائع ومحاسبة من يعوقون العون الإنساني المنقذ للحياة.
وطالب حمدوك بفرض حظر طيران على كل السودان من أجل حماية المدنيين العُزل من القصف الجوي، بما في ذلك المسيرات.
وأشار البيان إلى أن الأزمة السودانية كانت حاضرة بقوة في معظم جلسات المؤتمرين حيث أبدى المشاركون اهتمامًا ملحوظًا وتوافق فيه الجميع على ضرورة التحرك العاجل لوقف الحرب في السودان.
وأوضح البيان أن حمدوك، التقى على هامش الاجتماعات، بقيادات الاتحاد الأوروبي وعلى رأسهم جوزيب بوريل، الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية، وشارل ميشيل، رئيس المجلس الأوروبي، وكون دونز، مدير عام إدارة الشراكات، بالإضافة إلى المسؤولين في الإدارة المعنية بإفريقيا بمقر الاتحاد الأوروبي.