الأمة القومي يعلن موقفًا مرنًا تجاه المؤتمر الوطني
حوار – محمـــــد جمال قنـــــدول
واجه حزب الأمة القومي في الآونة الأخيرة تعقيدات كبيرة جعلته في مرمي النيران خاصة بعد مواقفه من الحرب والمليشيا ووجوده داخل مجموعة تقدم المناصرة للتمرد سياسيا وجراء الخط السياسي للامة استفحلت الخلافات وتصاعد دخان الانقسامات داخليا..
(الكرامة) استنطقت نائب رئيس حزب الأمة القومي الفريق صديق إسماعيل وخرجت منه بافادات مهمة الي مضابطها.
مع ارتفاع الرفض الشعبي، هل سيخرج حزب الأمة القومي من (تقــــدم)؟
(تقدم) بغض النظر عن سلبياتها، ولكنّ الحزب موجود بناءً على ترتيباتٍ محددة. ووجود الأمة داخل (تقدم) قيد البحث مؤسسيًا، ولذلك خروجه أو بقاؤه سابق لأوانه.
الانتقادات أصبحت تطال الحزب وتاريخه جراء موقف مواقفه من الحرب؟
موقف الحزب واضح جدًا منذ اليوم الأول، ودعا لعدم قيام الحرب، وسعى لأجل ذلك، ولكن هنالك الكثير من المتغيرات التي جعلت موقف الحزب يحتاج لمزيد من التصويب والتوضيح، وهذا ما يسعى له عددٌ كبيرٌ جدًا من قيادات ومن مكونات الحزب، تدعو لصناعة هذا الموقف.
الموقف هل مقصود به إدانة الميليشيا والانحياز لرغبات الشعب بالاصطفاف مع الجيش؟
يهُمنا سلامة الوطن وكل ما يهدد وجوده وسلامته، حزب الأمة سيقاوم من أجل بقاء الوطن.
كيف لكم أن تكونوا في ائتلاف مثل (تقدم) يصطف مع الميليشيا المنبوذة شعبيًا هذا لا يستقيم؟
نحن موقفنا كان واضحًا من خلال مذكرة ضافية أُرسلت لـ(تقدم) ولا زالت قيد البحث، وكان أنّ الإعلان السياسي الموقع بينه وبين الدعم السريع مرفوض ويعني الاصطفاف مع أحد الأطراف، وأيضًا (تقدم) أبدت تعاطفًا والتزامًا مع جهاتٍ ترفع شعارات تُصادم أطروحات حزب الأمة فيما يتعلق بعلاقة الدين بالدولة، وبالتالي نعتقد أنّ كل هذه عوامل لا تمكن حزب الأمة حتى في مجرد النقاش مع (تقدم) ما لم تتراجع عن هذه المواقف، وخاصةً المتعلق بالتوقيع عن الاتفاق السياسي مع (الدعم السريع) وتأييدها لمبدأ فصل الدين عن الدولة.
قُدمت تصويباتكم لـ(تقـــدم) ولم ترد، هل لو رفضت هذه الأطروحات سيغادر الحزب (تقـــدم)؟
(تقدم) أرسلنا إليها مذكرة لإصلاح برنامجها قبل مؤتمرها التأسيسي وهي ردت علينا، ولا زال ردهم لنا قيد الدراسة للتقرير المؤسسي للانضمام لـ(تقـدم) أو رفض ذلك.
مشاركتكم لا زالت قيد الرد، ولكن صديق الصادق، وبرمة والواثق، يظهرون باستمرار مدافعين عن (تقدم) كما يشاركون في أنشطتها؟
موضوع مشاركة هؤلاء السادة قراراتهم تخصهم، ولم يصدر من مؤسسات الحزب أي إجازة، وبالتالي هذه اجتهادات شخصية صنعت مواقف تنسب للحزب ولكن الأمة برئ منها.
معنى حديثك بأنّ القيادة بالأمة مختطفة؟
لا نتحدث عن اختطاف، ولكن نقول إنّه تصرفٌ من بعض القيادات، ولكن لا زالت مؤسسات الحزب موجودة ونحن داخلها وليست هنالك وصاية لأحد عليها.
هل سيعقد الحزب اجتماع مكتبه السياسي؟
هنالك مساعٍ تجري على قدمٍ وساق لانعقاد اجتماعات المكتب السياسي لممارسة مهامه الدستورية.
الاجتماعات في ماذا ستقرر؟
ستقرر في المسائل السياسية والوقوف على أداء الجهاز التنفيذي، وتقديم أي أطروحات للنظر فيها.
هل سيتم استعراض خط الحزب السياسي؟
هذه من واجبات المكتب السياسي بأن يناقش هذا الأمر باعتبار أنّه من القضايا السياسية التي يُعنى بها.
كيف سيتعامل الحزب مع مذكرة رؤساء الولايات، كذلك الرفض في القطاعات الأخرى لموقف الحزب الحالي من الميليشيا والحرب؟
هذا من المسائل السياسية التي ستُناقش في اجتماعات المكتب السياسي، وهنالك سيحدث النقاش واتخاذ القرار المناسب.
تم استهجانٌ واسعٌ لتصريحات رئيس الحزب برمة ناصر المتعلقة بدخول قوات إفريقية للسودان؟
التدخل الأجنبي والاستنصار بالأجنبي مسألة مرفوضة دستوريًا، ونحن نرفض ذلك، ولسنا بحاجة للاستنصار بقوة بقدر حاجتنا لدعم المسائل الإنسانية، أما ما يتعلق بصناعة السلام هو أمر يخص السودانيين وهم قادرون عليه.
تصريحات برمة لا تمثل الحزب؟
لا يعبر عن موقف الحزب، وإنّما تعبيرٌ عن قناعاته الشخصية.
هل هنالك اتجاه لإجراء تعديلات واسعة بالحزب والإطاحة بالقيادات الحالية؟
كل القيادات الموجودة ليست لها قدسية تحول بينها وبين المساءلة، ولكن هذه المساءلة تتم بأُطرٍ دستوريةٍ نظمها الدستور.
بشكل شخصي، هل أنت راضٍ عن مسار الحزب الحالي؟
غير راضٍ تمامًا، وأعتقد بأنّ حزب الأمة حزبٌ رائد وقائد، وبالتالي أدعو اليوم وغدًا بأن يميز الحزب موقفه ويتصدى لقيادة مشروع وطني يوقف الحرب ويصنع السلام العادل الشامل، وذلك من منطلق مسؤولياته الوطنية والأخلاقية، مشروع يستوعب كل القوى الوطنية السودانية دون عزلٍ أو إقصاء.
حتى الحركة الإسلامية؟
اذا كانت الحركة الإسلامية قوى سياسية كلامي يشملها.
المؤتمر الوطني؟
كل القوى السياسية الوطنية بلا استثناءٍ، ودون عزلٍ أو إقصاء.
كثيرون يوجهون لكم سهام النقد بأنّكم تركتم الحزب مطيةً لـ(تقدم) وبعض قياداتها أمثال ياسر عرمان وآخرين؟
غير صحيح و(تقــــدم) لا وصاية لها على حزب الأمة، ولكن هنالك بعض العقبات التي ستزول وينطلق الحزب لأداء واجبه الوطني.