مدير سكك حديد السودان يكشف الخطير في حوار مُثير
حوار – رحاب عبدالله
كشف مدير عام هيئة سكك حديد السودان، مهندس مستشار موسى القوم الجهدي، عن تقدم بعض الشركات الصينية والروسية بابداء رغبة، لتأهيل سكة حديد سنار-الدمازين ، مؤكدا الاستعداد للدخول في شراكات لانشاء خطوط حديثة للربط مع دول الجوار(مصر، اثيوبيا، تشاد، أفريقيا الوسطى وجنوب السودان).
ونفى الجهدي في حديثه لـ(نبض السودان)ما أثير بأن سماسرة وتجار قاموا ببيع اراضي السكه الحديد في الخرطوم والولايات بسنار، واكد انه لا يستطيع أحد بيع اراضي السكة حديد، وعزا ذلك لجهة انها ملك للدولة، وهو لا يملك شهادة بحث للبيع. ورجّح انه ربما المقصود الأيجار من الباطن بواسطة المؤجر الاصلي من الهيئة، مبينا انه في الحالة يتم فسخ عقد الإيجار، وربما يستدعي الحال ملاحقة هذا الشخص قانونياً.
واقرّ الجهدي بضعف المرتبات والاجور والمعاش بالسكة الحديد مبينا ان الهيئة تخضع للهيكل الراتبي الموحد للدولة، وهو ضعيف جداً، واشار الى تعذُر عمل هيكل راتبي في الوقت الراهن،وعزا ذلك لضعف الايرادات التي لا تغطي الفصل الاول، لا سيما بعد تعطل الحركة في حوالي(٨٠%) من الشبكة بسبب الحرب وغمرت السيول ما تبقى منها.
مدى تأثير الحرب على قطاع السكة حديد؟
نعم الحرب أثرت بصورة كبيرة في القطاع، حيث توقفت خطوط القطارات عن الخدمة بسبب الظروف الأمنية في البلاد وتوقف خط القطار من الخرطوم جنوباً إلى ود مدني في ولاية الجزيرة وسنار وكوستي بإقليم النيل الأبيض، وكذلك الأبيض في ولاية شمال كردفان -الرهد – نيالا بولاية جنوب دارفور، وتوقف قطار الركاب من الخرطوم إلى ود مدني ، فضلا عن قطار العاصمة المتجه إلى مدينة عطبرة شمال السودان الذي يعدّ الأكثر حراكاً قبل اندلاع الحرب، وتوقف ايضا خط السكة الحديد في شرق السودان الذي يربط بين هيا وكسلا والقضارف وسنار ،والان تنمل فقط قطارات البضاعة بين بورتسودان وعطبرة،والشاهد انه ايضا الحرب ساهمت في عمليات سلب ونهب للمعدات والفلنكات الخشبية في بعض القطاعات قرب سنار، علاوة على وجود تلف وتخريب في خط السكة الحديد ببعض المناطق، وليس لدينا حصر دقيق لحجم الأضرار خاصة في مناطق الاشتباكات المسلحة، كما أن الحرب أثرت في شح عائد الطن المنقول وضعف الإيرادات.
ماهي معوقات تشغيل قطارات الخرطوم بورتسودان؟
اصلا القطارات الحديثة الواصلة كانت مخصصة للتشغيل مابين الخرطوم-عطبرة ، الخرطوم-مدني. وبعد الحرب تعذرت الحركه، كان المخطط تشغيل القطار الموجود مابين الخرطوم وبورتسودان، إلا ان اللجنة الأمنية، بولاية البحر الاحمر طلبت عدم تسيير القطار لأسباب أمنية، هذا اضافة لقطوعات الخط بسبب السيول، بعد ان ابدى والي البحر الاحمر موافقته على تسيير القطار.
وماذا بشأن تشغيل خط عطبرة شندي باعتبارها منطقة آمنة ؟
الصحيح ان الجزء الآمن من شندي الى بورتسودان و من عطبرة إلى حلفا، وقطار عطبرة حلفا كان قد توقف عن العمل لفترة طويلة بسبب أعطال في الخط وجاري العمل الان لاصلاحه بعد وصول الدعم ،نريد ان نعيد الثقة للعملاء حتى يعودوا للعمل،أما خط بورتسودان عطبرة فقد توقف لمعطيات أمنية بطلب من ولاية البحر الأحمر ،ونطمئن بأن تأمين القطار أسهل بكتير من تأمين البصات،فلدينا تأمين مرافق واستخبارات و شرطة و أمن.
ماهي خطة الادارة العليا في اعادة تأهيل خطوط السكة حديد من خطوط وقطارات بعد التدهور؟
تسعى الادارة العليا الى المحافظة على الخط الذي تم تأهيله،وهو خط بورتسودان-عطبرة-الخرطوم ودمدني،بطول(٩٦١)كلم، بقضيب ملحوم وحجر مجروش، بسرعة تصل الى(١٠٠)كلم/الساعه، لقطارات الركاب، وحتى(٧٠)كلم/الساعة لقطارات البضاعة. وكذلك خطوط المحطات التي يمر بها الخط. والتأهيل التدريجي لبقية الخطوط(مدني/الابيض،تقاطع عرديبة/بابنوسة، وتكملة تأهيل خط ابوجابرة/نيالا، ثمابوحمد/حلفا)، مع الاستعداد للدخول في شراكات لخطوط حديثة للربط مع دول الجوار(مصر، اثيوبيا، تشاد، أفريقيا الوسطى وجنوب السودان). فيما يخص الوابورات لدينا( ٢٣)وابور ديزل جديد +(٧) وابورات مناورة، تضاف للاسطول الموجود وهي كافية للتشغيل في المدى القريب والمتوسط وتحتاج لقطع غيار ومتابعة صيانة، وهو امر مقدور عليه بمساعدة محدودة من وزارة المالية لتوفير العملة الصعبة.
فيما يتعلق بقطاع التشغيل..هل يمكن الاستفادة من خبراء للتعاون في خلق شراكات مع دول للنهوض بالقطاع أمثال خبير السكك الحديدية مهندس قيلي الخليفة وغيره من أسس خطوط سكك حديد أفريقيا؟
من ناحية امكانية الاستفادة من خبراء في خلق شراكات، نعم. امثال الاخ الاكبر قيلي، هم خبراء يمكن الاستفادة القصوى منهم، وسنستعين بهم، ان شاء الله. اما موضوع الشراكات مع دول فهو امر أساسي، لكن لابد ان يسبقه تأهيل الخطوط تمهيدا للربط مع دول الجوار. اما الدول البعيدة المتقدمة في مجال السكة حديد، كالصين، مصر الهند ، ماليزيا، فهذه نستفيد منها في مجال التدريب وبناء القدرات.
شهدت السكة الحديد توقيع اتفاقيات لاعادة خطوط نقل الإنتاج بمناطق الدمازين وتأهيل مشروع الجزيرة؟
هي ليست اتفاقيات، بل كانت دراسة جدوى للخط سنار-الدمازين، وتقدمت بعض الشركات الصينية والروسية بابداء رغبة، فقط، للتأهيل، ولم يصل الأمر الى توقيع مذكرات تفاهم او اتفاقيات،صحيح انه الاسبوع الماضي في بورتسودان بحثنا مع الوفد الروسي عملية تمويل وتنفيذ مشاريع تأهيل خطوط السكة الحديد غير المؤهلة، ومشروعات الربط مع دول الجوار (إثيوبيا ومصر).
تتحدث بعض الدوائر عن سماسرة وتجار قاموا ببيع اراضي السكه الحديد في الخرطوم والولايات بسنار..ماهي الإجراءات القانونية لملاحقتهم؟
لا احد يستطيع بيع اراضي السكة حديد، ببساطة لأنها ملك للدولة، وهو لا يملك شهادة بحث للبيع. ربما المقصود الأيجار من الباطن بواسطة المؤجر الاصلي من الهيئة، وفي الحالة الأخيرة يتم فسخ عقد الإيجار، وربما يستدعي الحال ملاحقة هذا الشخص قانونياً.
هنالك حديث متداول عن ضعف المرتبات والاجور والمعاش بالسكة الحديد مما دفع لهجرة العديد من الكوادر المميزة؟
نعم هذا واقع، للاسف، حيث تخضع الهيئة للهيكل الراتبي الموحد للدولة، وهو ضعيف جداً. يتعذر عمل هيكل راتبي في الوقت الراهن لضعف الايرادات التي لا تغطي الفصل الاول، لا سيما بعد تعطل الحركة في حوالي(٨٠%) من الشبكة بسبب الحرب وغمرت السيول ما تبقى منها.
هل من خطه لتحسين معاش العاملين؟
نعم.. الخطة تعتمد اساسا على الاعتماد على الذات، بمعنى رفع الانتاجيه، وزيادة الأيرادات، وبالتالي تغطية مصروفات التشغيل ، لنتمكن من تقديم الدعم المادي(علاج،تعليم… الخ)، وتوفير سلع استهلاكيه بأسعار مخفضه، من فائض الإيرادات.
للاسف لم يشارك وزير النقل، ولا مدير السكة حديد في هذه القمه. ونحن ننتظر افادات اللجنة العليا المشاركه، لاجراء اللازم فيما يلينا .
