البرهان.. وجملة مكاسب لـ السودان
رصد – نبض السودان
تواصل مباشر وتفاعل مع قادة العالم، وقضية السودان محور الاهتمام..
فضح خيوط المؤامرة التي تتعرض لها البلاد من قبل دوائر إقليمية ودولية..
تأكيدات على اهتمام الحكومة بإيقاف الحرب، والانخراط في المبادرات بدون أي إملاءات..
وزير الخارجية: صححنا مفاهيم مغلوطة بشأن المساعدات الإنسانية، وأكدنا على سيادتنا الوطنية..
السفير حسين عوض: التطورات الميدانية أكدت للمجتمع الدولي حقيقة التلاحم ما بين الشعب وقواته المسلحة..
تقرير: إسماعيل جبريل تيسو
حقق السودان عدة مكاسب من خلال مشاركته في أعمال الدورة رقم 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة المنتهية مؤخراً بمدينة نيويورك في الولايات المتحدة، واستثمر رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان منبر الأمم المتحدة، وطرح قضية السودان العادلة بصراحة وشفافية وذكاء ومهنية، استطاع بها تغيير الكثير من المواقف، وتحويل رقاب بعض الدول والمؤسسات من خلال تصحيح عدة مفاهيم كانت مغلوطة وملتبسة عليهم، ليغادر السودان أروقة الأمم المتحدة مرفوع الرأس، واثق الخطى، مصرّاً أكثر من أي وقت مضى، على المضي قدماً في استراتيجيته المبنية على القضاء على التمرد، ومحو مليشيا الدعم السريع، وظهيرها السياسي المتمثل في ” تنسيقية تقدم” من قاموس المشهد السوداني عسكرياً وسياسياً.
كلاكيت ثاني مرة:
وللمرة الثانية توالياً ومنذ اندلاع حرب الخامس عشر من أبريل التي أشعلت فتيلها ميليشيا الدعم السريع المتمردة، يشارك السودان في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بوفدٍ رفيع يقوده السيد رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، الذي كان قد شارك في أعمال الدورة السابقة رقم 78، في ظل ظروف وتحديات بالغة التعقيد، إذ غادر طائرة البرهان مطار بورتسودان والبلاد ترزح تحت نيران حرب مسنودة من محاور محلية وإقليمية ودولية، وفي ظل محاولات مستمرة تحاول الانتقاص من سيادة السودان، لتكون مشاركة البرهان بمثابة انتصار للشرعية، وتعزيز للسيادة الوطنية، وهزيمة لمخطط محاولات القضاء على الدولة السودانية.
ظروف أفضل:
وفي ظل ظروف أفضل من سابقتها، جاءت مشاركة السودان في الدورة رقم 79 عطفاً على التحسن الذي طرأ على الأوضاع الأمنية في البلاد بتقدم القوات المسلحة والقوات المساندة لها على كافة المحاور وجبهات القتال، في وقت تتراجع فيها ميليشيا الدعم السريع وتتهاوى كأعجاز نخل خاوية أمام الضربات الساحقة والمتلاحقة من قبل الجيش، وفي ظل انتصارات كبيرة حققها السودان في ميدان الدبلوماسية والتواصل الخارجي على الصعيدين الدولي والإقليمي، وذلك بفضل جهود متعاظمة اضطلعت بها وزارة الخارجية في عهدها الجديد، فقد نجحت في تحقيق عدة اختراقات إيجابية في جدار الأمم المتحدة ومنظماتها الحقوقية والإنسانية.
نشاط محموم:
أربعة أيام حسوما مكثها رئيس مجلس السيادة الانتقالي، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، متحركاً بين دهاليز ومنابر واجتماعات الأمم المتحدة، يلتقي نظراءه من الزعماء ورؤساء الدول، والحكومات، ومسؤولي المنظمات الدولية والإقليمية، ومحور اللقاءات يبقى واحداً، هو عكس حقيقة ما يجري في السودان، وشرح طبيعة المؤامرة التي تعرضت لها البلاد وانتصرت عليها، بفضل تماسك الجبهة الداخلية والتفاف الشعب السوداني خلف قواته المسلحة في مشاهد تحكي عن واقع التلاحم الوطني بين المواطنين والمؤسسة العسكرية وهي من المواقف الفريدة والتي لا تحدث إلا في السودان، البلد المختلف عن جميع دول وأقطار العالم، تبرهن على ذلك اللوحة الوطنية التي قدمتها الجالية السودانية بنيويورك يوم الخميس الماضي غداة العبور الكبير للجيش وهي تحتشد أمام مبنى الأمم المتحدة الذي أثق أنه مازال مذهولاً ومزهواً من موقف هذه الجماهير التي تدافعت بتلقائية وعفوية لتستقبل رئيسها وسط هتافات تحتفي بانتصارات القوات المسلحة، وتمجِّد بطولاتها وتدعم تضحياتها في معركة الكرامة الوطنية، وتؤكد قبل ذلك كله، أن شعار ( شعبٌ واحد، جيشٌ واحد) حقيقة ماثلة تبلور تماسك الوجدان الوطني ما بين الشعب وقواته المسلحة، وأنه لا فكاك من ذلك مهما تكالب المتربصون في الخارج، وتآمر المأجورون في الداخل.
فرصة ذهبية:
لقد اغتنم رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة، الفرصة التي قدمتها له اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة على طبق من ذهب، بالتواصل المباشر والتفاعل مع زعماء وقادة العالم، وضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، فقد طرح قضية السودان المسنودة بالحجج والبراهين، وفضح جرائم وانتهاكات ميليشيا الدعم السريع، وقام بتعرية داعميها من المجتمع الإقليمي والدولي، وأعلن حرص الحكومة على إيقاف الحرب واستعادة السلم والأمن في السودان، والانخراط في أي مبادرة جادة تهدف لإسكات صوت البنادق بدون أي إملاءات أو شروط مسبقة أو أي تدخلات في الشأن الداخلي، فنجح البرهان في كسب تعاطف الكثير من دول عدم الانحياز، ومن منظمات الأمم المتحدة الناشطة في القضايا الإنسانية وتقديم المساعدات الإغاثية.
صوت السودان:
وقال وزير الخارجية السفير حسين عوض علي إن الدورة رقم 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة كانت فرصة استطاعت من خلالها الحكومة السودانية أن تسمع صوت السودان العالي عبر أعلى منبر عالمي، وأبان الوزير إن السودان قدم شرحاً وافياً وواضحاً لقضيته الوطنية، وأكد أن ما يجري في السودان منذ الخامس عشر من أبريل 2023م، ليست حرباً داخلية بين فصيلين سودانيين، وإنما هي حرب خارجية مفروضة على البلاد من ثلاث دوائر، فصلها في الدائرة العالمية الكبرى التي تقودها بعض الدول التي تشجع ميليشيا الدعم السريع المفروضة على السودان، ودائرة إقليمية تقودها دولة إقليمية معروفة تم تعريتها تماماً، ودائرة داخلية من مواطنين رهنوا إرادتهم للعملاء والخيانة والارتزاق.
تصحيح مفاهيم:
ومضى وزير الخارجية السفير حسين عوض علي مفصلاً أبرز المكاسب التي تحققت للسودان من خلال مشاركته في أعمال الدورة رقم 79 لاجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أو في قمة المستقبل، أو في الاجتماعات الخاصة بدول عدم الانحياز، أو اجتماعات مجموعة ال77، وكشف الوزير عن تصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة التي كانت تردد في أوساط المجتمع الدولي بشأن عدم فتح منافذ للإغاثة، واتهام الحكومة السودانية بعرقلة إيصال المساعدات الإنسانية، وقال الوزير إن صوت السودان كان عالياً في هذا الصدد، منطلقاً من قيمه وعقيدته وحرصه على شعبه، حيث أكد أن كافة المنافذ مفتوحة لإيصال المساعدات شريطة عدم استغلالها لصالح تمكين الميليشيا المتمردة بالدعم الخارجي واستخدام هذه الإغاثات والمؤن لتقوية أذرعها، منوهاً إلى أن السودان دحض كل الشائعات وإسكات العواء المتعلق برفض السودان تقديم التأشيرات للمنظمات العاملة في الشأن الإنساني، مؤكداً حرصه على توصيل الإغاثات والمساعدات لشعبه، دون أن يستثني المناطق التي تسيطر الجماعات المتمردة انطلاقاً من موقف وطني وإنساني راسخ وثابت لا يتزحزح.
حرص على السيادة:
وختم وزير الخارجية السفير حسين عوض علي إفادته مؤكداً أن السودان قد أثبت بأنه حريص على سيادته، وعلى وحدته، وعلى تماسك جبهته وصفوفه الداخلية، عدا فئة قليلة من هؤلاء المرتزقة والمارقين الذين قال إنهم يسوِّقون لأشياء تخصهم، يحاولون من خلالها الوصول إلى السلطة، وأكد الوزير أن التطورات الميدانية التي تزامنت مع أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، كشفت حقيقة التلاحم ما بين الشعب وقواته المسلحة، وأن المواطن يدعم جيشه ويحتمي به لكون القوات المسلحة هي مؤسسة سودانية معنية بحامية العرين، والحفاظ على أمن البلاد وسلامة المواطنين، فلا غرو أن يحتمي بها المواطن، ويهرب في المقابل من كل المواقع التي تسيطر عليها الميليشيا التي ترتكب أبشع الجرائم، وتمارس أفظع الانتهاكات.
خاتمة مهمة:
ومهما يكن من أمر فقد بدا واضحاً أن السودان قد خرج من اجتماعات الدورة رقم 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة بمكاسب كثيرة، سيكون لها تداعياتها الإيجابية على مسار معركته الوجودية التي يخوضها في مواجهة ميليشيا الدعم السريع المسنودة بمحاور محلية وإقليمية ودولية، نجح وفد السودان في تعريتها وكشف مخططاتها أمام الرأي العام العالمي، وعلى الأمم المتحدة أن تتحلى بمسؤولياتها كاملة تجاه السودان كدولة عضو، وتتخذ من التدابير والإجراءات التي تؤكد حرصها على منع النزاعات، والحفاظ على السلام، وتعزيز السلم والأمن الدوليين.