اخبار السودان

داعية سوداني.. إذا عادت «تقدم» لرشدها لإنجلت الأزمة

رصد – نبض السودان

(نجوم في الحرب) سلسلة حوارات يجريها: محمد جمال قندول

الداعية والمقرئ د. أباذر التجاني لـ(الكرامة):المجاهرة بالمعاصي والفساد من أسباب الحرب

اللجوء احساس مؤلم وينزل دمعي كلما رايت ( ……)

سمعتُ بالحرب وأنا أؤم الناس بالتراويح في “نواكشوط”

الأخبار التي نتلقاها بـ(فلان مات وفلان اعتقل مزعجة)

هذه (….) مأساة عايشتها في الحرب

إذا عادت (تقدم) لرشدها لانجلت الأزمة

الحرب ستنتهي بالتفاوض في هذه الحالة (….)

ربما وضعتهم الأقدار في قلب النيران، أو جعلتهم يبتعدون عنها بأجسادهم بعد اندلاع الحرب، ولكنّ قلوبهم وعقولهم ظلت معلقةً بالوطن ومسار المعركة الميدانية، يقاتلون أو يفكرون ويخططون ويبدعون مساندين للقوات المسلحة.

ووسط كل هذا اللهيب والدمار والمصير المجهول لبلاد أحرقها التآمر، التقيتهم بمرارات الحزن والوجع والقلق على وطن يخافون أن يضيع.

ثقتي في أُسطورة الإنسان السوداني الذي واجه الظروف في أعتى درجات قسوتها جعلني استمع لحكاياتهم مع يوميات الحرب وطريقة تعاملهم مع تفاصيل اندلاعها منذ البداية، حيث كان التداعي معهم في هذه المساحة التي تتفقد أحوال نجوم في “السياسة، والفن، والأدب والرياضة”، فكانت حصيلةً من الاعترافات بين الأمل والرجاء ومحاولات الإبحار في دروبٍ ومساراتٍ جديدة.

وضيف مساحتنا لهذا اليوم هو الرمز الديني والمقرئ د. أباذر التجاني، الذي يؤم المصلين بالعاصمة الموريتانية “نواكشوط”:

أول يوم الحرب أين كنت؟

كنتُ في “نواكشوط” عاصمة موريتانيا حيث أُصلي بالناس هنالك.

قبل المغادرة، هل شعرت بما يوحي باندلاع حرب محتملة؟

أتذكر قبل شهر رمضان كنت في كردفان عابرًا بطريق “بارا” ولاحظت ارتال عسكرية كبيرة تابعة للدعم السريع منتشرة في تلك البقع الجغرافية (في الخلاء)، وكنا نظن بأنّ ما يجري لا يخرج عن كونه وضعا طبيعيا لقوات عسكرية.

كيف تلقيت نبأ الحرب؟

بفجيعة كبيرة جدًا، وكانت توقعاتنا بأنها ستأتي كما جرى حينما دخل خليل إبراهيم أم درمان وقلنا يوم أو اثنين أو أُسبوع وتنجلي الرؤية، أتذكر أنني كنت أؤم الناس فى صلاة التراويح مع مراعاة فروق الوقت بين الخرطوم ونواكشط، وتلقينا خبرا من الإخوة السودانيين الذين جاؤوا لصلاة التراويح بأنّ حربًا اندلعت بالخرطوم وبدأت بالمطار.

في تلك اللحظة ماذا كان شعورك؟

أُحبطت جدًا وتذكرت مناظر التحشيد التي رأيتها وأنا قادم من كردفان كما ذكرت لك.

والقصة طالت؟

نعم “جرّت” ثم اضطررنا لإخراج أبنائنا عبر المعابر لمصر.

الشعور قاسي؟

خروجٌ قاسٍ خاصة وأنّ لدينا أطفالٌ رضع.

كيف كانت رحلة خروج أُسرتك الصغيرة لمصر؟

كانت شاقةً ومزعجة وأدخلتني في قلق شديد ولدي زوجتي تعاني من “أزمة” اضطررت لإخراجها من المعبر بعربة خاصة وحتى مصر لأنها فقدت أوكسجين وكادت أن تفقد حياتها.

زرت السودان بعد الحرب؟

نعم زرته.

كيف كانت الرحلة لسودان ما قبل الحرب ثم بعده؟

كانت خليطًا من المشاعر المختلفة الأولى: الأشواق العارمة لوطننا والحزن العميق جدًا على ما آلت إليه الخرطوم التي لم نعد نستطيع الوصول إليها بفعل الحرب، والأخبار التي نسمعها من العاصمة من بعض ذوينا مزعجةً جدًا (فلان اعتقل وفلان مات).

السودان محنه زائدة؟

على مستوى الإيمان والتذكية بما كسبت أيدينا للآتي: الفساد الظاهر الذي رأيناه فى آخر أيامنا بالخرطوم قبل الحرب على مستوى الشارع العام والمجتمع السوداني بالأعراس والمناسبات وطريقة التبذير والمجاهرة بالمعاصي علنًا تحت بند الحرية الشخصية، والجانب الثاني النخبة السياسية التي تدعي أنها تدعو للديمقراطية، هي المتناقضة مع نفسها كيف لك بأناس لا يقبلون بعضهم البعض بأن يفتوا في مصير شعب ويتاجرون باسم الديمقراطية والمدنية والعدالة والسلام وهم أنفسهم سبب رئيس لما حدث بالبلاد، كل النخب بلا استثناء.

بعد عام ويزيد من الحرب؟

جاءت بعض الإشراقات وانبعث الأمل من جديد لأنّ القوات المسلحة استلمت المبادرة الأساسية في الهجوم والدفاع ووحدة الصف وأصوات المقاومة الشعبية التي اعتقد بأنها المخرج الأساسي لهذا الشعب.

يوميات ما بعد الحرب خارج البلاد؟

كل أيامنا نسعى للبحث عبر أخبار جديدة عبر أهمّ المنصات التي نعكف على قراءتها يوميًا في قروب الواتس الشهير (الجمهورية الرابعة) الذي يمتاز بوعي كبير في الطرح والقضايا العامة، وفيه درجة قبول للآخر رغم أنه يحوي نخبًا في كل المجالات.

مأساة عايشتها أيام الحرب؟

كثيرة جدًا ما بين الفقد والاعتقال وأبنائي الكبار مكثوا بالخرطوم عامًا وثلاثة أشهر من الحرب ثم خرجوا في العيد الكبير وحتى الآن لم يجتمع شملنا بهم وهم الآن في السودان فى ولايات مختلفة.

كيف خرجوا من الخرطوم؟

خرجوا من جبل أولياء عبر النيل الأبيض حتى وصلوا لكردفان.

ما هي العبر والفوائد؟

الدنيا لا يأتمنها مؤمن وإنّ مكر الله لا يأمنه إلّا القوم الخاسرون، بدليل على النعمة والأمن وما ظننا يومًا بأنّ السودان سيكون ما بين حرب وسيول وفيضانات ووبائيات واختلافات وتصدعات، ومن كان يؤمل من إخراجنا من المأزق وأعني القوى السياسية التي تتحدث من خارج السودان هم الآن السبب الرئيس للأزمة وإذا عادوا لرشدهم وصوابهم لانجلت الأزمة.

ما هي القوى السياسية التي تعنيها؟

(الحرية والتغيير) سابقًا و(تقدم) حاليًا، وهذا الأمر لايحتاج لتفكير أو تمعن.

أفضل قرار اتخذته فى الحرب؟

في اعتقادي إخراج أُسرتي الصغيرة من العاصمة حتى لا أُعاني مما عانته أُسرٌ كثيرة من اغتصاب وانتهاكات.

ما هي الخسائر بالنسبة لك؟

كل ما أملك نُهب من الميليشيا، ولكن أكبر خسارة لكل سوداني أننا فقدنا كرامتنا وأمننا ووطننا، وإذا لم يقف الشعب السوداني والقوات المسلحة جهادًا واحتسابًا وصبرًا سنفقد كل شيءٍ، وأكبر مستوى على الخاص فقدنا مساجدنا ومحاربنا ودروسنا.

أيُهما الأقرب لحسم الأزمة عسكريًا أم عبر التفاوض؟

في اعتقادي بأنّ الحرب ستنتهي بتفاوض، ولكن قبلها تثبت الحقوق لو لم يكن هنالك حسم عسكري يضطر الميليشيا وأعوانها بالعودة للتفاوض بشكل يحفظ حقوق السودانيين وإعادة الحد الأدنى مما نُهب إذا لم يتحقق ذلك فالمفاوضات لا طائل منها.

إحساس اللجوء؟

رغم أنّ مصر دولة شقيقة والأحب للسودانيين، ولكنّ إحساس اللجوء والغربة من الوطن خاصة إذا هُجِرت من بلدك فهو إحساسٌ لا يشابهه أي إحساس من الألم والحزن والأسى.

الأطفال؟

كلما أنظر إلى أطفالنا في أي مكان بالقاهرة تجد الدمع ينزل قبل أن تُعلق، فهم أكبر ضحية في هذه الحرب لا وطن ولا تعليم مستقر ولا حياة آمنة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى