السيول تكشف مفاجأة سعيدة لملايين المصريين وضربة لـ إثيوبيا
رصد – نبض السودان
أمطار غزيرة وصلت لحد السيول ضربت جنوب مصر والسودان، وأثارت العديد من التساؤلات بشأن زيادة المياه في نهر النيل، لاسيما وأن بعض الخبراء أكدوا أن مياه النيل في المنطقة الواقعة بين حلايب وشرق العوينات لم تحدث منذ 100 عام مضت.
وكشف الخبراء والباحثين مدي استفادة نهر النيل في مصر من الأمطار الغزيرة الساقطة على السودان ومصر، مؤكدين أن مياه النيل لم تحصل إلا على القليل من السيول الجارفة، التي ضربت السودان، وجنوب مصر.
وقدم الباحث بالشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، توضيح بشأن مياه السيول واستفادة مصر منها، فقال: “توضيح لموضوع سيول السودان والصورة لتوضيح نطاق وصولها في مدخل بحيرة السد العالي في العمق السوداني وهي مياه مشبعة بالرمال التي جرفتها من صحراء شمال السودان وليس طمي.”
وأوضح هاني إبراهيم أن سيول السودان “لها مساهمة في ايراد النيل لكن مش بالشكل المتداول، وقبل إنشاء السد العالي تم تقدير كمية الرمال التي تصل من شمال السودان، خلال تحديد سعة التخزين الميت، وتم تقدير الرمال ب 60 الى 65 مليون متر مكعب سنويًا، من ضمن الرمال التي يجرفها فيضان النيل بالاضافة الى رمال الاودية التي تصب في النيل وطبعا كمية المياه اكثر.”
وقال الباحث في الشأن الإفريقي هاني إبراهيم “فعليًا كمية الأمطار خلال الايام الماضية تحديدًا تعد مرتفعة، على الأقل عن عام 2018 و2019، خلال نفس الفترة في الولاية الشمالية”.
وتابع الباحث هاني إبراهيم “أحد الأودية الكبيرة، التي تصب في النيل، وقد قطعت طريق وادي حلفا- دنقلا جنوب وادي حلفا قرب عكاشة، بالولاية الشمالية، نطاق لأحد الاودية في السودان بالقرب من سد مروي لاحظ لون المياه المشبعة بالرمال خلال وصولها لمجرى النيل الرئيسي مع ملاحظة ان مروي يعمل أيضًا”.
وعن مدى استفادة مياه النيل من سيول السودان ومصر، قال الباحث هاني إبراهيم: “أكيد اتمنى الارقام تكون قياسية ولم تحدث، ولكن ما يحدث مجرد حالات مؤقتة قد تكون مرتبطة بالتحول من ظاهر النينو إلى لا نينا في الفترة الحالية، وعندما تستمر لعدة سنوات حينها نقول تغير مناخي.”
وتابع الباحث هاني إبراهيم “ملحوظة أخيرة هنا مشروعات لحصاد الأمطار في السودان، وبعضها يحتجز مياه من تلك الاودية وكان من المفترض ان تصب في النيل. لا بديل عن النيل الازرق ولا توجد بدائل عنه”.
وأوضح الباحث هاني إبراهيم “الفيضانات تضرب شرق بحيرة تانا بسبب الامطار الغزيرة، وتشغيل مفيض سد رب عقب ارتفاع منسوبه بسبب الامطار الغزيرة بالاضافة الى فيضانات في جومارا وهي من الروافد المغذية لبحيرة تانا.”
وأضاف هاني إبراهيم “سد رب على نهر رب من منابع النيل الازرق شرق بحيرة تانا سعته حوالي 234 مليون متر مكعب مخصص منها 197.6 مليون متر مكعب لري 20 ألف هكتار حوالي 48 الف فدان.”
وأكد الباحث في حوض النيل هاني إبراهيم أنه “خلال مراجعة للبنك الدولي اشار الى توصيات من لجنة الفنية بشأن السد ومسألة تشغيل المفيض بقدرات كبيرة وتضرر المصب ” سهول فوجيرا ” في بحيرة تانا وهو امر يتكرر منذ تشغيل السد ولكن تفاقمت مؤخرا.”
كما كشف الدكتور رشاد حامد، مستشار منظمة اليونسيف لتحليل البيانات، عن مدى استفادة نهر النيل من مياه السيول فقال: “الانهار: أمطار وطوبولوجيا، سقطت أمطار غزيرة جدًا في السودان وجنوب مصر، وانتشرت حالة من المبالغة عن زيادة ايراد نهر النيل بسبب هذه الامطار.”
وقال الدكتور رشاد حامد: “سبب انها مبالغة ان الأنهار تنتج عن عاملين: هطول الأمطار، والبنية الطوبولوجية للارض التي تسقط عليها الامطار”، مشيرًا إلى أن “الطوبولوجيا (التضاريس) تؤثر على كيفية جمع مياه الأمطار وتوجيهها لتشكل الأنهار، وحيث ان طوبولوجيا السودان ومصر لا تسمح بجمع المطر، لذلك ينتج عن الامطار مستنقعات او بحيرات متفرقة، وسرعان ما تتبخر المياه او تتسرب لجوف الارض.”
وأكد الدكتور رشاد حامد “لذلك، رغم أن بعض مياه هذه الأمطار وصلت لمجرى نهر النيل وبحيرة ناصر، إلا أنها كميات بسيطة، لا يمكن وصفها بأنها إضافة مؤثرة لإيراد النهر.”، قائلَا: “كان الله في عون اهلنا في السودان، وحمدا لله على القدر من المياه الذي سوف نستفيد به، ولكن يجب ان نعي انه اقل كثيرا عن ان لا يغنينا غن حصتنا في نهر النيل.”