تحرك عربي لإعادة إعمار القطاع الزراعي بالسودان
القاهرة _نبض السودان
أكدت وثيقة طرحتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية أن قطاع الزراعة السوداني تضرر بشدة جراء الحرب حيث تناقصت المساحة المزروعة بالمحاصيل الرئيسة المطرية إلى 14 مليون فدان فقط خلال العام الجاري مقارنة بـ40 مليون فدان في عام 2022 مما يهدد الأمن الغذائي للبلاد.
وقال الدكتور إبراهيم آدم الدخيري المدير العام المنظمة العربية للتنمية الزراعية “إنه منذ أن تفجر الصراع في السودان في 15 أبريل 2023 عاش الشعب السوداني مآسي جمة حيث ساد القتل والتشريد والنزوح واللجوء لدول الجوار وفقد الناس سبل كسب العيش بسبب الدمار الذي لحق بكافة القطاعات الاقتصادية ومنها القطاع الزراعي الذي نحن بصدد الحديث عنه في هذا اللقاء”.
وأشار إلى أن للقطاع الزراعي والقطاعات المرتبطة به في السودان أهمية خاصة في تحقيق القدر الأوفر لسبل كسب العيش للسواد الأعظم من الشعب السوداني لافتا إلى أن هذا القطاع تأثر بالحرب ودمرت بنياته التحتية ومصانعه وخربت منشآته وهام منسوبوه على وجوههم في أقصى المعمورة فضمر الإنتاج وتأثر الأمن الغذائي سلبا بصورة بالغة في السودان وفي دول الجوار ذات الارتباط الوثيق بمنتجات القطاع الزراعي السوداني.
وأوضح أنه على أثر ما لحق بالقطاع الزراعي من دمار وتلافيا لآثار ذلك على الأمن الغذائي بادرت المنظمة العربية للتنمية الزراعية وبدعم من الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط بتقديم مبادرة لدعم الموسم الزراعي بعد شهر من تفجر الأزمة في السودان وأمن عليها القطاع الاقتصادي والاجتماعي بجامعة الدول العربية.
وبين أن المبادرة شملت وركزت على ثلاث قضايا أولا: دعم الموسم الزراعي من شركاء التنمية حفاظا على الأمن الغذائي والنسيج الزراعي وثانيا: الحفاظ على منظومة الإنتاج عبر الشراكات من خلال المنتجات السودانية المتوفرة مقابل المدخلات المطلوبة للزراعة وثالثا: تنظيم ومأسسة التبادل التجاري عبر الصفقات المتبادلة.
وأضاف: “كما ركزت المبادرة على الإجراءات الإسعافية المشار إليها أنفا كما أنها وضعت اللبنات الأولى وأسست لمرحلة التعافي المبكر وأشارت بقوة لاحتياجات إعمار القطاع الزراعي” منوها باعتماد المبادرة للتطور التدريجي من الجهود الإسعافية للقطاع الزراعي ثم الانتقال لطلبات التعافي المبكر وصولا لجهود واحتياجات إعمار القطاع الزراعي”.
وتابع: “نحن بصدد مناقشة الوثيقة الاستراتيجية لإعمار القطاع الزراعي السوداني والتي أعدتها المنظمة العربية للتنمية الزراعية بواسطة خبراء مختصين من داخل وخارج المنظمة كمساهمة منها لصالح الجهود الوطنية والإقليمية والدولية الداعية لمساعدة السودان للخروج من كبوته المتمثلة في الدمار الواسع للاقتصاد السوداني خاصة القطاع الزراعي بسبب الحرب وعدم الاستقرار وانعدام الأمن والسلام في ربوع السودان حيث تمارس الزراعة بكل مكوناتها النباتية والحيوانية والسمكية”.
كما أوضح أن الوثيقة تتلمس الإطار الاستراتيجي المفضي للتحول المدروس في القطاع الزراعي بناء على التحليل الموضوعي لما آل إليه الحال جراء الحرب وجراء حالة عدم الكفاءة التي كانت سائدة في القطاع الزراعي مؤكدا أنه في سبيل ذلك يجب وقف الحرب وإحلال السلام الدائم والمستدام بحقه ومستحقاته المرضية للسودانيين جميعا والمعززة له وأكد كذلك ضرورة التوافق على مشروع وطني جامع يحقق الاستقرار والرفاه للسودان بحيث يكون إعادة إعمار القطاع الزراعي في قلب هذا.