إثيوبيا تخدع دول منابع النيل باتفاقية عنتيبي
رصد – نبض السودان
كشف الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الأرض والمياه بجامعة القاهرة، عن خداع إثيوبيا لدول منابع نهر النيل، بإيهامهم أن عملية التوقيع على اتفاقية عنتيبي تعيد تقسيم مياه النيل، بحجة أن اتفاقية النيل عام 1929 اتفاقية قام بها الاستعمار.
وأكد الدكتور نادر نور الدين أن توقيع جنوب السودان على اتفاقية عنتيبي، الذي يشغل بال المصريين، ليس له أي تأثير على مصر، برغم اعتقاد إثيوبيا أن ذلك التوقيع يمثل نجاحًا لسياستها، باستقطاب المزيد من منابع النيل للتوقيع على الاتفاقية.
وقال الدكتور نادر نور الدين مطمئنًا المصريين عن نهر النيل بعد توقيع جنوب السودان على اتفاقية عنتيبي: “عن تأثير انضمام جنوب السودان إلى اتفاقية عنتيبي، الإجابة: ولا أي تأثير، هي فقط تعكس حتمية مراجعة سياسات ومنطق وزارة الري في التفاوض والتعامل مع جنوب السودان ودول منابع النيل الأبيض، رغم الزيارات العديدة والمتكررة مؤخرًا. فقط قد تراه إثيوبيا نجاحًا لسياستها باستقطاب المزيد من دول منابع النيل”.
وعن اتفاقية عنتيبي قال الدكتور نادر نور الدين: “اتفاقية عنتيبي (1) وقعت في مدينة عنتيبي في مايو ٢٠١٠، بعد نحو ثلاث سنوات من المباحثات، والتي استطاعت إثيوبيا جذب دول منابع النيل الأبيض الست إليها، فيما لا ناقة لهم ولا جمل، لأن إثيوبيا استهدفت بناء سدود على أنهار النيل، التي تنبع من أراضيها بموافقة دول المنابع فقط، حتى يبدوا الأمر قانونيًا وبموافقة غالبية دول النهر واستبعاد مصر”.
وأضاف: “وأقنعت دول منابع النيل الأبيض الست بحتمية إلغاء كافة اتفاقيات تقسيم مياه النيل الموقعة مع مصر، وكأن نهر النيل نهرًا بلا تاريخ، وأن تاريخه سيبدأ فقط من عام ٢٠١٠، بحجة أن المعاهدات تمت في زمن الاستعمار، ولكنهم تناسوا أن الحدود أيضا رسمت في زمن الاستعمار وأن مايسرى على اتفاقيات الحدود يسرى على اتفاقيات المياه طبقا للأمم المتحدة”.
وتابع الدكتور نادر نور الدين: “دعت إثيوبيا إلى إعادة تقسيم مياه النيل، وهذا خداع كبير من إثيوبيا لدول منابع النيل الأبيض، حيث لا يمكن لإثيوبيا مد دول منابع النيل الأبيض بحصص من المياه، عكس الانحدار ولا تستطيع دول منابع النيل الأبيض مد إثيوبيا بالمياه عكس الانحدار”.
وتساءل الدكتور نادر نور الدين: “فكيف يتم إعادة تقسيم مياه النيل؟! فالنيل الأزرق ينبع من إثيوبيا عند منسوب ١٨٢٠ مترًا ويصب في الخرطوم عند منسوب ٥٠٠ متر، والنيل الأبيض ينبع من بحيرة فيكتوريا عند منسوب ١٢٠٠ متر، ويصب في الخرطوم عند منسوب ٥٠٠ متر”.
وأكد نادر نور الدين: “وبالتالي لا يمكن للنيل الأزرق عندما يصب في الخرطوم عند منسوب ٥٠٠ متر أن يذهب إلي دول منابع النيل الأبيض عند منسوب ١٢٠٠ متر، عكس الانحدار، ولا يستطيع النيل الأبيض عندما يصب في الخرطوم أن يصعد إلي إثيوبيا عند منسوب ١٨٢٠ مترا”.
وتساءل الدكتور نادر نور الدين، قائلًا: “فكيف خدعت إثيوبيا دول منابع النيل الأبيض بموضوع إعادة توزيع مياه النيل وحصولهم على حصص من المياه”.
الجدير بالذكر أن اتفاقية تقسيم مياه النيل تم توقيعها عام 1929، وتم توقيعها من قبل دول حوض النيل وأحد أطرافها بريطانيا، وممثلين عن 11 دولة لدول حوض النيل، ونصت الاتفاقية على أن يكون نصيب مصر 55.5 مليار متر مكعب، ولا يمكن تعديل هذه الاتفاقية إلا بموافقة دولة المصب مصر، والتي كانت آنذاك مصر والسودان، ووقعت عصبة الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية المعنية بتنسيق العلاقات بين الدول، فأصبحت الاتفاقية ملزمة وغير قابلة للإلغاء.
وفي عام 1955 أرسل الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وزير خارجيته في شهر ديسمبر عام 1955، بخطاب إعلان التزام مصر باتفاقية 1929 في مجلس الأمن، ما جعلها ملزمة، ولا يمكن تغييرها إلا بعد توقيع دول المصب مصر والسودان.