بفعل جرائم الميليشيا..المقابر الجماعية تتوسع في دارفور ..تفاصيل
مع تردي الأوضاع الإنسانية في إقليم دارفور غرب السودان، جراء الحرب المستمرة منذ منتصف العام الماضي بين الجيش و الدعم السريع، أظهر صورت الأقمار الصناعية تنامي وتوسع المقابر الجماعية.
ففي الطرف الجنوبي من دارفور توسعت مقبرة مخيم زمزم للنازحين المزدحم، الذي يؤوي الآن مئات الآلاف من الأشخاص بمعدل 2.5 مرة في النصف الأول من عام 2024 عما كانت عليه في النصف الثاني من 2023.
كما توسعت عدة مقابر أخرى بسرعة في أماكن متعددة من دارفور، التي دمرتها الحرب، وفق ما أفادت وكالة رويترز اليوم الخميس.
إذ وصل عدد تلك المقابر الجماعية التي توسعت بشكل سريع خلال الأشهر القليلة الماضية إلى 14 في خمس مجتمعات بأنحاء دارفور.
كما نمت مساحة المقابر الجديدة هذه بمعدل أسرع بثلاث مرات في النصف الأول من 2024 مقارنة بالنصف الثاني من العام الماضي.
علاوة على ذلك، كشفت صور الأقمار الصناعية، فضلا عن بيانات انعدام الأمن الغذائي، ومقاطع الفيديو لأطفال هزيلين، بالإضافة إلى مقابلات مع عشرات الأشخاص من 20 مجتمعًا محليًا في جميع أنحاء دارفور، عن مدى انتشار الجوع والمرض بسرعة في السودان.
وفي السياق، حذر تيمو جاسبيك، مؤلف تقرير حديث لمعهد ـClingendael ، وهو مركز أبحاث هولندي، من ارتفاع معدلات الوفيات المرتبطة بالجوع بين السودانيين. وقال “كلما طال أمد الحرب، كلما كبرت وتفاقمت المشكلة.”
وكانت منطقة دارفور شهدت أسابيع من العنف المروع خلال الأشهر الستة الأخيرة من 2023، أسفرت عن آلاف القتلى.
يذكر أن هذا الإقليم الشاسع الذي تسكنه قبائل عدة عربية وإفريقية، والمشهور بالزراعة، وتعادل مساحته فرنسا تقريبا، يزخر بذكريات أليمة من الحرب الأهلية الطاحنة التي امتدت سنوات، مخلفة آلاف القتلى، فضلا عن مجازر كبرى بين القبائل، قبل عقدين من الزمن.
فقد اندلع الصراع فيه عام 2003 حينما وقفت مجموعة من المتمردين في وجه القوات الحكومية المدعومة من ميليشيات الجنجويد التي اشتهرت في حينه بامتطاء الخيول، وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 300 ألف شخص، وتشريد الملايين.
ورغم اتفاقيات السلام العديدة، فلا يزال التوتر مستمراً منذ ذلك الوقت، كالجمر تحت الرماد، ينتظر شرارة لإيقاظه.
وقد تصاعد العنف بالفعل خلال العامين المنصرمين بشكل متقطع قبل أن يهدأ نسبياً، ليعود إلى الاشتعال ثانية إثر النزاع الذي اندلع بين الجيش والدعم السريع منتصف أبريل الماضي. فشهدت بعض القرى مجازر عرقية وفق ما أكدت الأمم المتحدة سابقا.