المليشيا تجبر سكان قرية على دفع رسوم حماية
رصد – نبض السودان
قال شهود عيان ،إن قوات الدعم السريع نفذت هجمات متكررة على قرية الكشامر الواقعة ريفي غرب الحصاحيصا، وقامت بنهب الماشية والمحاصيل الزراعية وسيارات المواطنين.
ووفق شهادات حصل عليها “الترا سودان” من بعض سكان قرية الكشامر، أصبحت القرية شبه خالية من المواطنين. وقالت سيدة من الكشامر إن قوات الدعم السريع ارتكبت انتهاكات غير مسبوقة بحق المدنيين.
وأضافت هذه السيدة: “تتحصل قوات الدعم السريع قسريًا من مواطني القرية مبالغ مالية طائلة بحجة الحماية من نهب العصابات، وأحيانًا يدفع السكان نحو عشرة ملايين جنيه شهريًا للجنود”.
وزادت بالقول: “أبلغ الجنود سكان القرية أنهم الارتكاز المزود بسلاح الدوشكا لحماية القرية، ويجب أن تدفعوا نظير هذه الحماية مبلغًا من المال شهريًا يتم دفعها للقائد في الحصاحيصا”. وتابعت: “تعرضت إلى تهديد من جنود الدعم السريع الذين جاؤوا على متن دراجات نارية من الحصاحيصا”.
وأردفت: “قتل الجنود المواطن متوكل عبد الله في القرية عندما حاول التحدث معهم باللين، حيث كان يقول لهم جميعنا سودانيون؛ لا تنهبوا القرية، ولكن لم يتردد هؤلاء الجنود في إطلاق الرصاص على رأسه ووقع قتيلًا على الفور”.
وقالت مريم إن لغة الجنود في بعض الأحيان تكون غير مفهومة مقارنة مع العامية السودانية، وقالوا لها عندما صادفتهم في الشارع: “جيبي مفتاح العربية”، وظلوا يرددون هذه العبارة، وبدا أنهم لا يعرفون التحدث بالعامية السودانية.
وتابعت هذه السيدة التي فضل “الترا سودان” عدم نشر اسمها لحمايتها من الانتقام: “الجنود طلبوا مني الذهب، وقالوا لي وهم يتحدثون بصعوبة جيبي الدهب”. وأجابتهم بالقول: “أنا نازحة”. وأضافت لـ”الترا سودان”: “لم يفهموا معنى كلمة نازحة”، حد قولها.
وقالت هذه السيدة إن الهجوم الذي تشنه الدعم السريع على قرية الكشامر يكون عادة من شقين: الشق الأول وصول مركبات عسكرية مزودة بالأسلحة الثقيلة وهؤلاء غرضهم نهب السيارات، أما الجنود الذين ينفذون الغارات على القرية بواسطة الدراجات النارية ينهبون الهواتف والأموال والذهب والحلى ومواد البقالة.
وتقع قرية الكشامر غرب الحصاحيصا عن طريق منطقة ودسلفاب، وتبعد بالسيارة من الحصاحيصا حوالي (15) دقيقة، لذلك لم تنج من الهجمات المتكررة للدعم السريع.
وعندما كانت هذه السيدة مع أطفالها في الشارع قرب المنزل، حُوصرت بشكل مفاجئ بمسلحي الدعم السريع من كل الاتجاهات، حيث وجهوا البنادق إلى وجهها وظلوا يطلبون منها الذهب والهواتف، وكان عددهم ثلاثة، اثنان منهم يصوبون السلاح نحوها، والثالث يستفسر عن الذهب والهاتف والمال. وزادت: “أنا لا أملك شيئًا، ولقد نجوت بأعجوبة”.
وتسيطر الدعم السريع على الحصاحيصا وودمدني والكاملين، وهي من أكبر المدن في ولاية الجزيرة التي سيطرت على أجزاء منها نهاية العام الماضي.
وتقول تقارير موثقة إن الدعم السريع ارتكبت بحق المدنيين في ولاية الجزيرة قد تقود قادتها إلى الجنائية الدولية والشهر الماضي قالت نقابة الأطباء إن جنود من الدعم السريع اغتصبوا ثلاث سيدات في مستشفى الحصاحيصا تحت تهديد السلاح.