دولة خليجية تدعم السودان دون شروط و بلا أي أجندة سياسية أو تدخلات
رصد – نبض السودان
أكد سفير السودان لدى الكويت عوض الكريم الريح بلة، أن الكويت من الدول التي تمارس سياستها الخارجية في شكل يسوده الاعتدال والتضامن مع الأشقاء، لافتاً إلى أن السودان يُقدّر هذه التوجهات كثيراً، ويحرص على علاقاته مع الكويت التي ظلت من الدول القليلة جداً في العالم التي تقدّم الدعم والمساعدات، من دون أي شروط ومن دون أي أجندة سياسية، ومن دون أي تدخلات، وهذه ميزة في الانخراط مع الكويت في مشروعات اقتصادية لأي بلد يحتاج المساعدة.
وقال خلال مؤتمر صحافي مع ممثلي وسائل الإعلام المحلية، في مقر إقامته «شهدنا الكثير من النزاعات، ورأينا وساطة الكويت فيها»، مؤكداً أن الكويت دولة متصالحة مع نفسها ومع محيطها، وأن السودان يحرص كثيراً على علاقاته معها.
وأشار إلى أن السودان كان من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الكويت، كما كان أول دولة تتلقّى قرضاً من الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، وكان مخصصاً لتوسعة السكة الحديد في السودان.
الاستثمارات
وذكر أن هناك استثمارات كويتية كبيرة جداً وعملاقة في السودان، على مستوى الزراعة والتصنيع الزراعي والإنتاج الحيواني، ومشروعات إنشائية ومشروعات في قطاع الاتصالات، إضافة الى استثمارات كبيرة جداً، لأفراد وشركات في السودان، وكان حجم التبادل التجاري لفترة ما قبل الحرب يصل الى نحو 500 مليون دولار، لافتاً إلى أن الكويت ساهمت في مشروعات عملاقة ليست ذات أبعاد اقتصادية وحسب، وإنما مشروعات ذات أبعاد سياسية.
مشروعات عملاقة
وذكر أنه في 2013، قامت مشروعات تنموية عملاقة جداً في السودان، حوّلت السودان من مستهلك لبعض الخدمات الى مصدّر لها، مثل الكهرباء، وإنشاء 4 سدود، وزيادة الرقعة الزراعية في البلد، وبالتالي اتجه بالسودان خطوة نحو تحقيق الأمن الغذائي العربي.
وقال إن هذه كلها مشروعات حيوية ومهمة، ساهمت بها الكويت من دون أي أجندة سياسة، عدا أنها تحصّن منظومة الأمن العربي، وترسّخ أواصر الاخوّة والصداقة مع الدول العربية.
وأشار إلى أن الكويت ساندت «منبر جدّة» الذي نادى بضرورة خروج الميليشيا من الأعيان المدنية التي احتلتها سواء مستشفيات أو مدارس أو جامعات أو منازل أو مرافق كهرباء أو مياه، وذلك بعدما تم تدمير أكثر من 1000 مصنع، وكل الجامعات والمتاحف والمكتبات العامة بشكل تام.
وأكد أنه بعدما استطاع الجيش السوداني القضاء على الكتلة الصلبة للدعم السريع خلال الشهر الأول للحرب، اتجه الدعم السريع إلى احتلال الأعيان المدنية.
الجالية السودانية
وقال إن الكويت تحتضن نحو 20 ألف سوداني مع أسرهم، والسواد الأعظم منهم من الأطباء وأساتذة الجامعات والمحاسبين، إضافة إلى عدد من العمال سواء في الزراعة أو في الرعي، والسفارة تؤمّن لهم كل الخدمات التي يحتاجون إليها.
أكبر دائن
قال السفير إن الكويت تعتبر أكبر دائن للسودان خارج «نادي باريس»، وإن جملة الديون الكويتية على السودان تفوق الـ15 مليار دولار.
«هيلتون الكبير»
رداً على سؤال عن أكبر الاستثمارات الكويتية التي تضرّرت في السودان، أوضح السفير أنه فندق هيلتون الكبير جداً في وسط الخرطوم، الذي بات تحت سيطرة الميليشيات.
تحية إلى «زين» وبدر الخرافي
أشاد السفير بشركة «زين» لأنها من الشركات القليلة، إن لم تكن الوحيدة، التي مازل موظفوها البالغ عددهم الآلاف، يتقاضون رواتبهم بشكل كامل حتى اليوم، رغم استمرار الحرب لأكثر من عام، وقال «أنا أحيي من خلالكم المهندس بدر الخرافي، على موقفه الإنساني والنبيل، وإصراره على أن تستمر الشركة شامخة في السودان، رغم التحديات الكبيرة».
إنجاز نحو 3 آلاف جواز
ذكر السفير السوداني أن فريقاً من 5 ضباط من وزارة الداخلية، مختص في مسألة الجوازات، أتى منذ نحو سنة ونصف السنة، وأنجز منذ نحو 4 أشهر تقريباً نحو 3 آلاف جواز.