اخبار السودان

الفاشر تثير مُخاوف «الأمم المتحدة» من إعادة التاريخ نفسه في دارفور

رصد – نبض السودان

وصف نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان (دارفور) طوبي هارورد، الوضع في السودان وتحديدًا في مدينة (الفاشر) بأنه كارثي، مشيرا إلى أن العديد من المناطق في (دارفور) تقف الآن على حافة المجاعة، محذرًا من أن اندلاع أي قتال بين الأطراف المتحاربة من أجل السيطرة على المدينة ستكون له تداعيات مدمرة على المدنيين المقيمين هناك.

وأعرب طوبي هارورد – بحسب مركز إعلام الأمم المتحدة – عن خشيته من أن يعيد التاريخ نفسه بعد مرور 21 عاما على الصراع الذي أدى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي في (دارفور) وانهيار فسيفساء المجتمعات المحلية.

ودعا نائب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان (دارفور)، العالم إلى عدم السماح بتكرار التاريخ، مشددا على ضرورة أن يجمع الوسطاء الأطراف المتحاربة ومؤيديهم على طاولة المفاوضات، وأن يضعوا حدا للحرب، مؤكدا ضرورة أن تتوقف معاناة المدنيين الأبرياء بعد أكثر من عام من الحرب.

وأشار إلى أهمية مدينة (الفاشر) بالنسبة للطرفين في سياق الصراع الحالي، فهي عاصمة ولاية دارفور الكبرى، وهي المدينة الوحيدة في دارفور التي تقع تحت سيطرة القوات المسلحة السودانية وحلفائها، ويبلغ عدد سكانها حوالي 1.5 مليون نسمة، ويشمل ذلك حوالي 800،000 نازح فروا إلى المدينة من جميع أنحاء ولايات دارفور الخمس خلال حرب دارفور السابقة في الفترة 2003-2005 وخلال الحرب الأخيرة منذ أبريل 2023.

وقال: “إذا اندلع قتال بين الأطراف المتحاربة من أجل السيطرة على المدينة، فستكون لذلك تداعيات مدمرة على المدنيين المقيمين هناك، وستفقد أعداد كبيرة من المدنيين حياتهم.

وأكد طوبي هارورد، أنه سيكون هناك ضحايا من كل المجتمعات المحلية في دارفور – المجتمعات العربية والمجتمعات الأفريقية – إذا تقاتلت الأطراف المتحاربة من أجل السيطرة على الفاشر.. وقال:”إن إراقة دماء أعداد كبيرة من المدنيين الأبرياء في الفاشر من شأنه أن يؤدي إلى هجمات انتقامية في ولايات دارفور الخمس وخارج حدود دارفور.. وأخشى أن يشهد العالم التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى بعد مرور 21 عاما على الصراع الذي أدى إلى تمزيق النسيج الاجتماعي في دارفور وانهيار فسيفساء المجتمعات المحلية، هناك خطر من تكرار ذلك مرة أخرى. ويجب على العالم ألا يسمح بتكرار التاريخ”.

وأكد “طوبي هارورد”، أنه تم إجلاء الموظفين الدوليين التابعين للأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية من دارفور بعد اندلاع الحرب في أبريل من العام الماضي، وواصل العديد من الموظفين السودانيين المحليين تنفيذ البرامج في ظل ظروف صعبة للغاية، وأعادت العديد من المنظمات غير الحكومية الدولية إنشاء مكاتب لها داخل دارفور ووسعت برامجها، وتقوم الأمم المتحدة بتقديم المساعدة الإنسانية إلى الأشخاص الأشد ضعفا الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية منذ أغسطس من العام الماضي.

وأشار إلى الزيارة التي قام بها مؤخرا إلى (الفاشر) لمناقشة الوضع الإنساني مع جميع الأطراف، ورحبت جميعها بالزيارة، وتمكنت من حل العوائق على طول طرق المساعدات وتمكنت الشاحنات المحملة بالمساعدات الإنسانية من إيصال إمداداتها.

وقال: “أنا متفائل بأنه عندما يستقر الوضع الأمني، ستتمكن الأمم المتحدة والشركاء في المجال الإنساني من استئناف عملنا في تسهيل وصول المساعدات الإنسانية في أسرع وقت ممكن، يجب على جميع الأطراف الالتزام بإعلان جدة والقانون الإنساني الدولي والسماح للجهات الفاعلة الإنسانية بالوصول إلى جميع المناطق التي يوجد بها الأشخاص الأشد ضعفا الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية “.

وجدد التزام الأمم المتحدة بتوفير الغذاء والتغذية والدواء والمساعدات الإنسانية الأخرى للأشخاص الأشد ضعفا في ولايات دارفور الخمس. ومع ذلك، فإن هناك تحديين: لا يمكن توفير حجم ونطاق المساعدات الإنسانية المطلوبة ما لم يكن هناك المزيد من الموارد المالية لشراء وتخزين المساعدات على الأرض قبل موسم الأمطار، ولا يمكن الوصول إلى الأشخاص الأشد ضعفا الذين يحتاجون إلى المساعدات ما لم تكن ثمة إمكانية الوصول التي توفرها الأطراف المتحاربة.

وأعرب المسؤول الأممي عن آماله أن يتم حل التحدي الأول من خلال الوفاء بالتعهدات التي صدرت عن مؤتمر (باريس) للمانحين الأخير، وقال:”بالنسبة لإمكانية الوصول، ندعو الأطراف والدول التي لها نفوذ عليها إلى منحنا إمكانية وصول المساعدات الإنسانية التي نحتاجها للاستجابة بفعالية والتخفيف من آثار المجاعة المتوقعة”.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button