مخاوف من «مـ ـذابح» جديدة في شمال دافور
رصد – نبض السودان
تصاعدت في الأيام الأخيرة المخاوف من تجدد المذابح العرقية في شمال دارفور، حيث أسفرت أعمال العنف والإبادة الجماعية عن مقتل ما يصل إلى 300 ألف شخص قبل عقدين من الزمان ، في ولايات دارفور.
وأثار التنافس على السيطرة على الفاشر، آخر مدينة يسيطر عليها الجيش السوداني في دارفور، تحذيرات مثيرة للقلق من جانب المسؤولين الأمريكيين والأمم المتحدة الذين يخشون أن تكون إراقة الدماء الجماعية وشيكة.
حسب صحيفة تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فقد حذرت المبعوثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، الاثنين 29 أبريل 2024، إن المدينة “على شفا مذبحة واسعة النطاق”.
وتعد الفاشر أحدث نقطة اشتعال في الحرب المستمرة منذ عام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
ودمر الصراع إحدى أكبر الدول الإفريقية وتسبب في أزمة إنسانية ضخمة يقول مسؤولو الأمم المتحدة إنها واحدة من أكبر الأزمات منذ عقود، ومنذ 14 أبريل الجاري، حاصر قوات الدعم السريع مدينة الفاشر استعداداً لما وصفته الأمم المتحدة بـ “الهجوم الوشيك”.
يبلغ عدد سكان الفاشر، بدارفور، حوالي 1.8 مليون نسمة، بما في ذلك مئات الآلاف الذين فروا من موجات القتال السابقة. وتشكل المدينة العقبة الأخيرة أمام سيطرة قوات الدعم السريع الكاملة على منطقة دارفور، واجتاح مقاتلوها أنحاء دارفور في الخريف الماضي ويسيطرون على أربع من المدن الخمس الكبرى بالمنطقة.
ومن شأن السيطرة على الفاشر منح قوات الدعم السريع كتلة من الأراضي تغطي بجانب المناطق المجاورة، حوالي ثلث السودان، ومن المرجح أن تعجل بحدوث تحول في مسار الحرب، أحد السيناريوهات المخيفة هو أن ينقسم السودان إلى إقطاعيات متنافسة كما حدث في ليبيا بعد وفاة العقيد معمر القذافي عام 2011.
وفقًا للأمم المتحدة، قتل ما لا يقل عن 43 شخصًا في الفاشر في الأسابيع الأخيرة بينهم نساء وأطفال في مناوشات وتفجيرات على أطراف المدينة يخشى السكان أن تكون مجرد عينة من أعمال العنف المقبلة.
وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما كانت المذابح العرقية في دارفور محور الاهتمام العالمي، حيث ارتكبت أسوأ الفظائع على يد “الجنجويد”، وهي مجموعة من المقاتلين الذين تطورت فيما بعد إلى قوات الدعم السريع. وقبل أن يغرق السودان في الحرب، حاول قادة قوات الدعم السريع التخلص من سمعتهم بالقسوة رغم عودتهم في العام الماضي، وسط تقارير عن مذابح ونهب.
نقلت الصحيفة الأمريكية عن خبراء قولهم إن الهجوم على الفاشر سيكون محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لقوات الدعم السريع، وربما يكون مكلفًا، وهذا يعطي الأمل للعديد من المسؤولين الغربيين والعرب، بما في ذلك بعض المسؤولين في الولايات المتحدة، بأن الضغوط الدولية لا تزال قادرة على إقناع الجانبين بالتراجع وتجنب الكارثة.
وعقد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة جلسة طارئة الاثنين لبحث الأزمة، وبعد الجلسة، قالت توماس جرينفيلد إن الولايات المتحدة تناشد جميع الدول لوقف دعم الأطراف المتحاربة في السودان، محذرة من أن “أزمة ذات أبعاد أسطورية تلوح في الأفق”، مضيفة: “كما قلت من قبل، فإن التاريخ يعيد نفسه في دارفور بأسوأ طريقة ممكنة”.