مبارك الفاضل.. الشعب السوداني سيكون «شرساً» بعد الحرب
رصد – نبض السودان
قال رئيس “حزب الأمة” مبارك الفاضل المهدي إن الوقت لا يزال مبكراً للحوار السياسي الذي ينتظر انتهاء الحرب أولاً، “علماً أن الشعب السوداني اختلف تماماً وسيكون شرساً جداً بعد الحرب، لذلك، أتوقع مفاجآت تعصف بكل المفاهيم والقيادات التي تسيّدت الموقف بعد الثورة”، داعياً إلى ضرورة أن تكون الحكومة المدنية التنفيذية الانتقالية المقبلة حكومة وحدة وطنية من كفاءات سياسية ومهنية ذات خبرة حتى تستطيع مواجهة تحديات إعادة الإعمار والبناء الاقتصادي والسلام.
ووصف المهدي في تصريحات نشرتها اندبندنت عربية، واقع الإسلاميين، الآن، بأنهم في أضعف حالاتهم، “وأن الحرس القديم منهم من جماعة الرئيس السابق عمر البشير بات مرفوضاً، لكن هناك تيارات إسلامية من المعتدلين الرافضين لقيادات عهد حكومة الإنقاذ السابقة، وعلى رأسهم البشير والقيادات البارزة في تلك المرحلة، مثل علي عثمان طه ونافع علي نافع وغيرهما، يعتبرون جزءاً من الماضي تجاوزته المرحلة الراهنة”.
وتابع “لكن هناك تياراً شبابياً من الحركة الإسلامية ممن شاركوا في ثورة ديسمبر ، وأسسوا حركة المستقبل، إلى جانب تيار آخر معتدل يقوده إبراهيم غندور وزير الخارجية السابق، أما الحركة التي أسسها البشير من الموالين له كرافد للسلطة، وأمينها العام الحالي علي كرتي، فتناهضها حتى تيارات الشباب والمعتدلين”.
واعتبر المهدي أن الإسلاميين “في حالة بيات شتوي ومعظم قياداتهم موجود في العاصمة المصرية القاهرة، غير أن مجموعة علي كرتي هي التي تحاول استغلال الاستنفار لاستعادة شبابها”، معتبراً أن مشاركة بعضهم في القتال تم بصورة شخصية، في وقت تطوع ما تبقى من منسوبي مجموعة “البراء بن مالك” المقاتلة التي تدربت وقاتلت في حرب جنوب السودان إلى جانب الجيش.
وقال “ليس هناك عداء مطلق أو شخصي مع الإسلاميين، فنحن نتعاطى مع حزب المؤتمر الشعبي وحركة الإصلاح وحركة المستقبل الشبابية، لكن موقفنا الرافض ينصب على نظام الإنقاذ بقيادة البشير والجرائم التي ارتكبها خلال سنوات حكمه الطويلة”، معتبراً أن “بعض القوى الغربية والإقليمية هي التي صنعت الاتفاق الإطاري ودفعت إلى تسليم السلطة الانتقالية لمجموعة المجلس المركزي للحرية والتغيير وإبعاد الجيش، وهي ذاتها التي صنعت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، ورتبت لتوقيع اتفاق أديس أبابا مع الدعم السريع، وما زالت تضغط من أجل تسوية تعيدها للساحة السياسية والعسكرية عبر منبر المنامة، وتضغط أيضاً على قيادة الجيش للقبول بمشاركة (تقدم) في منبر جدة”.