تعليق من «لقمان» عن تحرير الاذاعة والتلفزيون
رصد – نبض السودان
اعتبر الأستاذ لقمان أحمد، المدير العام السابق للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون ومدير هيئة الإذاعة السودانية SBC، أن واحد من الأخبار السعيدة خلال هذه الحرب هو خلو مباني الإذاعة والتلفزيون من أي اشتباك بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية.
وأضاف الأستاذ لقمان أحمد في حديث لراديو دبنقا أن بداية الحرب شهدت حدوث معارك وسقوط ضحايا من الجانبين في هذه المباني وآلت السيطرة حينها لقوات الدعم السريع والآن آلت السيطرة للقوات المسلحة السودانية متمنيا ألا يكون هناك دمار كبير داخل مباني الإذاعة والتلفزيون كنتيجة لهذه الاشتباكات.
ونوه المدير السابق للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون إلى أن معرفة طبيعة المواد القيمة الموجودة داخل مباني الإذاعة والتلفزيون يتطلب رسم صورة لخارطة المبنى. عند مدخل الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون تقع مباني الإذاعة في الجانب الجنوبي، بينما تقبع مباني التلفزيون في الجانب الشمالي لمبنى الهيئة. وفي الطرف الجنوبي لمبنى الإذاعة توجد مكتبة الإذاعة والتي تحوي كل منتوج الإذاعة منذ تأسيسها إلى هذه اللحظة، كل الأشرطة التي تحتوي المواد الثقافية والتراثية والغنائية توجد في مبنى متعدد الطوابق في الطرف الجنوبي لمبنى الإذاعة.
وأشار الأستاذ لقمان أحمد إلى أن جزء من هذا الأرشيف تمت رقمنته بواسطة فريق من المهندسين، ولكن كل هذه المواد تقبع في ظروف بيئية غير ملائمة بسبب عدم توفر أجهزة تكييف الهواء، كما أنها معرضة للأتربة والغبار. صحيح أن جزء محدود من هذه المواد تعرض لحريق، ولكن المكتبة ككل لم تتأثر. وعبر الأستاذ لقمان أحمد عن أمله في ألا يكون مبنى المكتبة قد تعرض لإطلاق نار وأن أي من أطراف الحرب ليس لديه مصلحة في الوصول إلى المكتبة ما لم يكن يسعى لأخذ هذه المكتبة. وطالب المدير السابق للهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون بعمل إسعافي سريع وتوفير التهوية للمباني والعمل على حفظ هذا المخزون الثر والهام في تاريخ السودان.
ومضى الأستاذ لقمان أحمد قائلا انه عند الذهاب للطرف الآخر حيث مباني التلفزيون في الجزء الشمالي من الهيئة توجد مكتبتان مهمتان، الأولى مكتبة الإنتاج السينمائي والإنتاج التلفزيوني منذ تأسيس التلفزيون في العام 1962 وحتى الآن، مع العلم أن التلفزيون بدأ بثه على الهواء ولم تكن هناك تسجيلات في المراحل الأولى وبدأ تسجيل المواد في بداية السبعينات. وأوضح المدير السابق للهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون أن الحكومة البريطانية مولت مشروعا لرقمنة المواد القديمة وقد قطع هذا المشروع شوط كبير وجزء كبير من هذه المواد تمت رقمنته وبنسبة تفوق 30 في المائة وهناك جزء مازال ينتظر.
في الجانب الجنوبي الغربي توجد مكتبة ثالثة كبيرة فيها كل الأفلام مقاس 2 بوصة و 3 بوصة وافلام البيتاكام الكبيرة والصغيرة والتي كانت تصور بالكاميرات المحمولة على الكتف قبل أن تأتي مرحلة الأشرطة وكاميرات البيتاكام. غالبية محتويات هذه المكتبة هي من المواد المسجلة في السبعينيات والثمانينيات والتسعينات وكذلك التسجيلات الأحدث والتي تتم على الذواكر. وهي أيضا تحتاج إلى بيئة باردة وتحتاج إلى عناية وكان من المفترض أيضا أن تتم رقمنة هذه المواد في مرحلة ثانية بعد الانتهاء من مكتبة الإنتاج السينمائي.
ووصف الأستاذ لقمان أحمد محتوى هذه المكتبات الثلاث “بذاكرة الأمة السودانية”، وشدد على أن هناك ضرورة قصوى الآن للوصول إلى هذه المواقع لفحصها أولا ومن ثم معرفة مدى سلامتها وكذلك لمراجعة الرقمنة التي أنجزت والنظر في إنقاذ هذه المواد والمحافظة عليها في داخل مبنى الإذاعة والتلفزيون إذا كان ذلك ممكنا أو التفكير في نقلها لمكان آخر من أجل المحافظة عليها والاستمرار في برنامج الرقمنة.