بعد زيارة البرهان للقاهرة.. تعاون «مصري سوداني» لمواجهة مخططات الغرب بالمنطقة
رصد – نبض السودان
منذ سقوط نظام عمر البشير، حاولت الولايات المتحدة الوصول إلى مصالحها في السودان من خلال زرع الفوضى ودعم الأطراف ذات المصالح المشتركة. هذا التدخل الأمريكي أدي إلى تصاعد الأوضاع واندلاع حرب أهلية، التي تسعى واشنطن حاليًا لإطالة مدتها لضمان تحقيق أهدافها في المنطقة.
الحرب الأهلية الدائرة في السودان وسيلة واشنطن لتعزيز تأثيرها وتوسيع نفوذها في منطقة حساسة من القارة الإفريقية حيث تستغل الفرصة لتحقيق مصالحها عبر زرع الفوضى ودعم الأطراف المتصارعة .
من المهم فهم الآثار السلبية التي يمكن أن تنجم عن هذا التدخل الخارجي العدواني، وضرورة حل الصراعات بشكل سلمي من قبل الأطراف المحلية.
وفي ليبيا، تعزز الولايات المتحدة دعمها لحكومة غرب ليبيا عبر تقديم الدعم العسكري عبر شركات أمنية خاصة، مما يثير مخاوف من احتمال اندلاع حرب أهلية جديدة في البلاد. إن تصرفات واشنطن تثير قلق المجتمع الدولي نحو تأثيراتها السلبية والاستقرار في المنطقة.
الأطماع الغربية
ثروات السودان كانت الشرارة التي أدت إلى تدخل الدول الغربية في الشأن الداخلي، والحرب الحالية تجسد مجرد تتبع لخطط وضعت منذ سنوات. ويري مراقبون أن السياسات الأمريكية والغربية تهدف إلى إعادة صياغة وتركيب الواقع لصالح مصالحهم الخاصة وأهدافهم الإستراتيجية.
بعد أحداث 11 سبتمبر 2001، كان السودان وشرق إفريقيا تحت الأضواء بفضل تكتيكات الحرب على الإرهاب التي تستخدم لتسويق الحروب والتدخل في المناطق الأغنى بالموارد الطبيعية.
وبحسب المراقبون فأن واشنطن بدأت بمشروعها في السودان عبر دعم إستفتاء انفصال جنوب السودان، حيث يتواجد معظم آبار النفط، مما سمح للشركات الأمريكية بالتأثير على صناع القرار الأمريكيين. هذه الخطوة جاءت لدعم فكرة نهب النفط، وتلك الخطط تحاول واشنطن تطبيقها حاليًا في شرق السودان.
تحالف مصري سوداني
في تحرك استراتيجي مبتكر، تتحد مصر والسودان في مواجهة التوسع الأمريكي المحتمل في المنطقة، من خلال تنفيذ مشروع مجابهة خطر النفوذ الأمريكي. يأتي هذا التحالف في ظل وجود الأسطول الأمريكي في البحر الأبيض المتوسط، مما يثير مخاوف من احتمال وصولهم إلى البحر الأحمر لمحاربة الإرهاب الحوثي المزعوم.
تأتي هذه الخطوة الاستراتيجية في وقت تعاني فيه مصر من أزمة اقتصادية تتطلب تدابير عاجلة. بالتعاون مع تركيا، توصلت مصر إلى اتفاق مهم ينص على ضرورة وجود قاعدة عسكرية روسية في البحر الأحمر بالسودان، بهدف منع التمدد الأمريكي وضمان الاستقرار والأمن في المنطقة.
وأعرب الرئيس السوداني عبدالفتاح البرهان خلال لقاءه مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عن قبوله لهذا الاتفاق الاستراتيجي. حيث يسلط هذا التحالف الضوء على أهمية التعاون الإقليمي والتضامن في مواجهة التحديات الأمنية المعقدة.
تحديات داخلية
في أواخر أكتوبر 2021، هدد المجلس الأعلى لقبائل البجا في شرق السودان بالانفصال إذا فشلت الحكومة المركزية في تنفيذ مطالبهم، مما أدى إلى تصعيد التوتر بين الحكومة والمحتجين في شرق البلاد. حيث قال أمين عام المجلس العام للقبائل البجا عثمان كلوج، خلال كلمة بثتها الصفحة الرسمية على فيسبوك، إنه “في حال لم تتمكن الحكومة المركزية من تنفيذ مطالبنا، فإننا سننتقل إلى المرحلة النهائية التي قد تشمل الحكم الذاتي أو الانفصال”.
و لحل مشكلة شرق السودان المستمرة إلى يومنا هذا، قرر عبدالفتاح البرهان اللجوء إلى سياسة القوة ومنع حرية التعبير.
وبحسب تقارير صحفية فخلال زيارته الأخيرة إلى القاهرة، ناقش البرهان الدعم العسكري وبناء قواعد عسكرية مصرية في السودان، إضافة إلى الاعتراف رسميًا بضم مثلث حلايب وشلاتين إلى الأراضي المصرية. هذا القرار من شأنه أن يثير المزيد من الخلافات داخل السودان، خاصة مع رفض قبائل البجا في شرق البلاد هذا الاتفاق تمامًا. يتوقع معارضة شديدة من قبل نظارات البجا والعموديات المستقلة لهذا القرار، حيث ستتم إقامة القواعد العسكرية المصرية على أراضيهم قبل التوصل إلى تعديلات بشأن اتفاقية جوبا.
وبحسب ما يثار فهناك خطة لمواجهة ووقف الاصوات المعارضة لسيطرة مصر على مثلث حلايب وشلاتين، والتي يعتبرون أنها تنتهك الحق التاريخي للسودان في تلك المنطقة.