صحة وتكنولوجيا

المكملات الغذائية الخضراء.. وصفة سحرية لصحة جيدة أم مجرد خدعة

رصد – نبض السودان

تزعم الشركات التي تبيع المكملات الغذائية الخضراء أن ملعقة من مسحوقها “السحري” ممزوج بالماء، هي كل ما تحتاجه لتحسين صحتك. ويتعهد الكثيرون بقائمة طويلة من الفوائد المحتملة التي يمكن الحصول عليها، مثل تقوية الشعر والأظافر وزيادة الطاقة وتقليل الانتفاخ.
وتروج العبوة الأنيقة التي غالباً ما تكون خضراء اللون، لقائمة من المكونات مثل البريبايوتكس والبروبيوتيك ومضادات الأكسدة والفيتامينات.

ومع ذلك، أكد خبراء أن هناك طرقاً أسهل وأقل تكلفة لإدخال هذه العناصر الغذائية في نظامنا الغذائي.
وتقول تامسين هيل، وهي اختصاصية تغذية مسجلة في هيئة الخدمات الصحية الوطنية، إنها صادفت تلك المساحيق لأول مرة من خلال إعلانات وسائل التواصل الاجتماعي، وبسبب وظيفتها، قررت الاستقصاء عنها.
في البداية، بحثت في أمر الشركة الرائدة في هذا المجال في السوق، وهي شركة “أثليتيك غرينز” التي بلغت قيمتها السوقية وفق آخر تقييم لها قرابة 945 مليون جنيه إسترليني (1.2 مليار دولار).
وتقول “آثلتيك غرينز” إن تناول مسحوق الأطعمة الفائقة آي.جي 1 جعل المستخدمين يشعرون بمزيد من النشاط، ويتمتعون ببشرة أكثر نقاءً وأقل رغبة في تناول الطعام.
لكن هيل قالت لبي بي سي: “نظرت إلى المكونات الخلفية للعلبة وأعتقد أنها من غير المحتمل أن تحسن صحتك بشكل كبير”.
وتدعي شركة أخرى، وهي “ريل سوبر فودس” أن مزيجها اليومي من مسحوق الخضروات، يدعم صحة الجهاز الهضمي والجهاز المناعي و”الصحة العامة من الداخل”.
كما تروج شركة “فري سول” التي تبيع منتج “إف.إس غرينز” أيضاً لادعاءات مماثلة، حيث تعد بتقديم دعم الهضم والمناعة من خلال المكونات الرئيسية مثل الأشواغاندا والكيوي الذهبي والماكا.
وقال متحدث باسم فريق “أثليتيك غرينز” لبي بي سي: “قام فريقنا من العلماء والباحثين بمراجعة آلاف الدراسات كجزء من عملية الصياغة والتحسين المستمر لآي.جي1”.
في حين أشار فريق “فري سول” إلى أن منتجهم “يتضمن مكونات تمت دراستها سريرياً وحاصلة على براءة اختراع”.
أما شركة “ريل سوبر فودز” فلا تقدم أي ادعاءات علمية في تسويقها عبر الإنترنت.
وقد جرت الموافقة أيضاً على بيع هذه المنتجات في المملكة المتحدة من قبل جمعية معايير الأغذية، وهي الجهة التنظيمية التي تراقب سلامة الأغذية.
في السياق، تقول هيل، وهي تحلل هذه المنتجات الثلاثة على وجه الخصوص: “إذا نظرنا إلى البحث، فسنجد أن هذه الادعاءات غير مدعومة بأدلة علمية، والأدلة التي لدينا ضعيفة للغاية”. وتضيف: “هناك عدد قليل جداً من الأفراد الذين اعتمدت عليهم هذه الدراسات، والكثير منهم موجودون فقط مختبرياً، لذلك لا يمكن الاعتماد عليهم إلى حد ما”.
وتعرب هيل عن شعورها أن هذه المنتجات، التي تعد “فائقة المعالجة” لأنها تحتوي على عملية تصنيع معقدة، “تلعب على مخاوفنا الصحية”.
وترى من تجربتها كإختصاصية تغذية أن “الأجيال الشابة أصبحت أكثر وعياً بالصحة”، لكنها تشعر بالقلق من “تضليل الناس لإنفاق الأموال من أجل فائدة صحية متصوّرة ليست موجودة بالفعل”.
أما خبيرة التغذية والمؤلفة جينا هوب، فتعتقد أن منتجات المساحيق الخضراء كانت لها جاذبية خاصة، وتقول إن العدد الهائل من المنتجات المتاحة في السوق “يشير إلى أن الناس يشترونها”.
وتشير إحدى تقديرات الصناعة إلى أن سوق المساحيق الخضراء آخذ في التصاعد، وأنه في طريقه للازدياد من 220 مليون جنيه إسترليني (278 مليون دولار) إلى ما يقرب من 395 مليون جنيه إسترليني (500 مليون دولار) بحلول عام 2030.
وقالت هوب: “هناك الكثير من المعلومات المضللة، فهذه العلامات التجارية تجعلك تعتقد أنك بحاجة إلى هذه المنتجات لتكون بصحة جيدة وتدعم وظائفك الإدراكية، وصحة أمعائك، وطاقتك، ونومك”.وتضيف: “لكننا في الواقع نعلم أنه إذا ركزت على اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، فيمكنك جَني هذه الفوائد أيضاً، ولا تحتاج إلى استهلاك هذه المساحيق الخضراء الفاخرة”.
تختلف أسعار مكملات “المسحوق الأخضر السحري”، ولكنها تكلف نحو جنيه إلى 4 جنيهات إسترلينية (1.26 إلى 5 دولارات) في اليوم، بناء على النوع الذي تختاره.
وتقول هوب: “بالنسبة لبعض الناس، قد تكون هذه هي الميزانية الأسبوعية لمتجر للمواد الغذائية”، في إشارة إلى أن تكلفة اليوم من المساحيق الخضراء، قد تكفي لشراء موادك الغذائية من السوق بما يكفي أسبوعاً كاملاً.
وتضيف: “لذا، إذا ركزنا بدلاً من ذلك على استهلاك الكثير من الفواكه والخضروات، حتى أشياء مثل السبانخ المجمدة والخضراوات والفاصوليا والبقوليات مثل العدس والحبوب الكاملة، فسيكون ذلك بسعر معقول”.
وتؤكد هوب أن تقليل تناولك للسكريات المكررة والمُحليات الصناعية والأطعمة فائقة المعالجة، سيكون له أثر إيجابي حقيقي على صحتك.
وبحسب هيل فإنه على الرغم من أن هذه المكملات قد لا يكون لها أساس علمي لدعم ادعاءات الشركات المروجة لها، إلا أنها “ليست ضارة، لذا يمكن للناس تجربتها إذا أرادوا ذلك”.
وهناك أيضاً جانب آخر ذكرته هوب، وهو أن تلك المساحيق “بالنسبة للبعض، قد تساعدهم على انتهاج عقلية صحية”.
وتوضح ذلك قائلة: “إذا بدأت يومك بهذه المواد الخضراء، فقد تشعر بثقة أكبر لاتخاذ خيارات صحية في وقت لاحق من اليوم، حتى لو لم تجعلك بالضرورة أكثر صحة”.
ترى هوب أيضاً أنها قد تفيد من لا يملكون الوقت الكافي. وتضيف: “لا يوجد في الحقيقة نهج واحد يناسب الجميع، فإذا كنت تتعامل مع فرد يعمل في وظيفة مرهقة للغاية، فقد يساعده ذلك على الحصول على كمية كافية من العناصر الغذائية”.
وتقول إنه يمكنهم أيضاً مساعدة من يعانون من قيود غذائية تمنعهم من تناول بعض أنواع الفاكهة والخضروات.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button