أردول.. الحل «سياسي» وليس «عسكري» – حوار
رصد – نبض السودان
لسنا محايدون ونعمل بشكل جدي لدفع الطرفين للطاولة!!
الاتصال بالدعم السريع كان مطروحاً ولكن لم نتفق حوله!!
وقعت عدد من القوى السياسية والمدنية التي تؤيد الجيش في الحرب الدائرة في السودان منذ الخامس من أبريل الماضي، وقعت على رؤية لوقف الحرب بحاضرة جنوب السودان جوبا، عدها كثير من المراقبين إنقلاباً على إعلان بورتسودان الذي وقعت عليه ذات القوى من قبل، ومثل خطها السياسي للحرب ..(راديو دبنقا) إلتقى القيادي بالكتلة الديمقراطية مبارك أردول الذي أجاب على الأسئلة والاستفهامات فإلى مضابط الحوار.
حوار : أشرف عبدالعزيز
رؤية تحقيق السلام والتحول الديمقراطي تختلف عن اعلان بورتسودان في حين أن ذات القوى التي وضعت الرؤية وقعت على إعلان بورتسودان؟
الموقف الذي إتفقنا عليه في جوبا بالتأكيد يختلف عن الموقف الذي إتخذناه في بورتسودان، جوبا هي المساحة التي إلتقت فيها الهيئة القيادية للكتلة الديمقراطية بأكملها، بالإضافة للتنظيمات الأخرى المتحالفة معها.. تناقشنا حول سبل إنهاء الحرب وتحقيق السلام .. خاصةً بعد مُضي 10 أشهر على الحرب وتمددها في مناطق واسعة..لذلك نرى إنه ليست هنالك حلولاً يمكن أن تتم عبر الحل العسكري، والحل المتاح هو الحل السياسي عبر الطاولة.. وطالما أن الحل عبر الطاولة سيتم لاحقاً، فيجب أن يتم اليوم قبل الغد حتى لا يحدث تدمير كبير للبنية التحتية والاقتصاد والوضع الإجتماعي.. لذلك نريد أن نحافظ على ما تبقى ونصل لتسوية تؤدي لإنتقال حقيقي وفترة ديمقراطية تشارك فيها كل القوى السياسية بالبلاد.
وقف الحرب مطلب أساسي مُلح للشعب السوداني، إلا أن الخلافات البيئية حالت دون ذلك، إننا نقف مع إنهاء الحرب وتحقيق السلام الشامل الذي ينهي معاناة الشعب السوداني ، هذا ما أشارت له الرؤية.. ولكن تنفيذه يستدعي الوقوف إلى جانب الحياد وأنتم تؤيدون الجيش؟
أنا بلا شك مع وقف القتال، وبالتالي إنهاء الحرب، ونحن نعمل بشكل جدي لإنهائها عبر دفع الطرفين المتقاتلين ليأتوا للطاولة، ما نريده هو أن يوقفوا القتال بينهم بعدها نمهد لعملية سياسية لا تستثني أحد، هذا ما نسعى إليه في الوقت الحالي.
نحن لسنا (محايدين).. أعلنا (موقف واضح) أننا مع مؤسسات الدولة الوطنية ونسند القوات المسلحة لتقوم بمهامها.. الحياد لم يطرح إطلاقاً في جوبا ولم يناقشه أحد، هذا كان حديث من الماضي، لم يكن اليوم مطروحاً.. من يتحدثون عن الحياد ربما لا يفهمون الموقف الذي يجب أن تكون عليه القوى السياسية في حالة الحروب، القيادة السياسية دورها أن تجد المخارج وتبحث عن الحلول دوماً، لا يحب أن تظهر القيادة كأنها تدعو للحرب، وعدم الدعوة للحرب لا يعني الحياد مطلقاً، ولكن أحياناً أنت تحتاج إلى الدفاع عن النفس في الحالة التي نشهدها في السودان، من اعتداء على المدنيين واعتداء على المؤسسات وعلى البنية التحتية.. نحن بلا شك ندين هذه الانتهاكات، وندين من يقوم بها أثناء الحرب. وهذه الانتهاكات لن تسقط مهما كان، سوف يقدم المنتهكون للعدالة.
الوسطاء وعبر الجهات الدولية ومهم أن يأتوا بهم لطاولة التفاوض لوقف القتال. هل هناك أي إتصالات بينكم وقو ات الد عم السريع؟
ليست هنالك أي اتصالات رسمية بيننا وبين الد عم السريع، ولكن ربما بعض الأطراف يتواصلوا مع الد عم السريع، أنا لا أستطيع أن أؤكد ذلك أو أنفيه، ولكن الكتلة الديمقراطية ليس لها أي اتصالات رسمية ولم نخول أي جهة للاتصال بالد عم السريع ، كان هذا الحديث مطروحاً للنقاش ولكن لم نتفق حوله، اتفقنا على يتم التواصل عبر الوسطاء.
تنخرط الأطراف في عملية سلام شامل بما في ذلك الترتيبات الأمنية النهائية بالتزامن مع مناقشة القضايا السياسية المتعلقة بجذور الأزمة السودانية، بغية تأسيس دولة مدنية ديمقراطية وبناء جيش قومي ومهني واحد بعقيدة عسكرية واحدة يعكس التنوع والثقل السكاني ويدافع عن المصالح العليا للدولة السودانية، عبر حوار قومي شامل دون إقصاء ..دون إقصاء حتى للمؤتمر الوطني؟
من المهم جداً بناء القطاع الأمني، وهذه الحرب أثبتت ضرورة بناء القطاع الأمني، والذي كنا نحذر منه هو وجود الثنائية في القطاع الأمني، يجب أن يكون هناك جيشاً وطنياً واحداً، (وجهاز أمن واحد وكذلك شرطة واحدة)، ويجب أن تحتكر الدولة العنف، وبالمقابل يتوفر للمواطن النظام، يجب أن لا تكون هنالك تعددية في القطاع الأمني أو تعددية تجعل هناك أكثر مؤسسة تحوذ على وسائل العنف في الدولة..لذلك بناء جيش وطني جديد غير منحاز سياسياً ولا إثنياً ولا جهوياً ولا حتى أسرياً، لا يجب أن يكون هنالك جيش مكون من الأخوة، هذا شئ مهم ، ويجب إلغاء كل التشكيلات خارج القوات المسلحة بما فيها حركات الكفاح المسلح يجب أن يتم البناء بشكل حقيقي، ليس هنالك حديث يمكن أن يقال أكثر من الذي قالته أصوات البنادق في هذه الحرب، هنالك خطورة كبيرة جداً جداً من تعدد وتنوع القطاع الأمني في السودان…الجيشيان) الآن أصبحوا كأنهم متكافئين يخوضون حرب استنزاف لأكثر من عشرة أشهر، بـ(كتوف متكافئة) …لذلك ما نريده أن تحتكر الأجهزة الأمنية الشرعية وسائل العنف في البلاد، وبالمقابل توفر للناس النظام وتوفر سلطة القانون وأن لا تكون هنالك فوضى وانتشار للسلاح الغير مبرر.يجب أن تجفف كل مصادر السلاح، نحن نعلم خطورة أننا نعيش في خطوط مفتوحة وأغلبها مناطق خلوية صحراوية غير آهلة بالسكان.
هذا ما نسعى إليه ويجب أن يتم خلال الترتيبات لإنهاء الحرب والمرحلة الأولى هي وقف القتال، ووقف القتال لا يحتاج لمناقشة هذه القضايا التفصيلية وإنما الترتيبات لإنهاء الحرب.