الجبهة الشعبية السودانية – ورقة إطارية مفاهيمية
______________
بسم الله الرحمن الرحيم
الجبهة الشعبية السودانية
ورقة إطارية مفاهيمية
مدخل
لقد بلغت أزمة السودان مبلغاً لم يكن يخطر على بال أحد، ولم يعد الخطر العظيم هو هزيمة جيش، أو سقوط نظام، وإنما صار الخطر الأعظم هو سقوط بلد بأكمله، بتاريخه، وحاضره، ومستقبله، وشعبه، سقوط قيمه وتراثه، وأخلاقه، بل سقوط كل شئ فيه، وهو سقوط لا يهدد السودان وحده، وأهله ، ولكنه سقوط يهدد المنطقة بأكملها، وقد يتعداها.
وفي مثل هذه الحالة غير المسبوقة لا تجدي المعالجات الجزئية المبتسرة، فلا بد من معالجة الأزمة من جذورها، واجتثاث الداء اجتثاثا كاملا، ووضع العلاج النافع الشافئ، الذي لا سقم بعده بإذن الله تعالي.
وبرغم أن جذور هذه الأزمة الراهنة عديدة ومتشعبة، إلا أن الجذر الاعمق، والذي تعود إليه كثير من أسباب أزمات السودان، إن لم تكن كلها، هو حالة الإقصاء التي تأصلت في بلدنا منذ نشأته الأولي، فلا تتمكن جهة من سلطة أو قوة، إلا استغلت هذا التمكين لإقصاء آخرين يخالفونها الرأي أو الموقف، ويسعي الذين تم اقصاؤهم إلى إبعاد الآخرين والتمكين لأنفسهم، فإذا ما تحقق لهم ذلك، ازدادوا تمكينا وسعوا إلى إقصاء الأولين بأكثر مما كانوا يفعلون، وهذا هو سبب دورة الحكم الخبيثة الذي ظل السودان يدور في فلكها منذ الإستقلال، حكومة منتخبة، انقلاب عسكري، ثورة شعبية، حكومة انتقالية، حكومة منتخبة، انقلاب عسكري، وهكذا تدور الدائرة، إلى أن وصلت إلى حرب شاملة، لو تركت هكذا لا تبقي ولا تذر.
الجبهة الشعبية الفكرة والموضوع
لقد تعددت الكتل السياسية خلال الأربع سنوات الماضية حتى بلغ عددها خمسا ،ولكنها في كثير من الاحيان تسعى لاستعداء بعضها البعض لذلك جاءت فكرة الجبهة الشعبية السودانية لبناء كيان قومي شعبي سوداني عريض يأتي استجابة للرغبة الملحة في توحيد أكبر عدد من المكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني الفاعلة والادارات الاهلية والطرق الصوفية والجماعات الدينية والإعلاميين والمثقفين والفنانين والمبدعين والمفكرين والاكاديميين واصحاب المال والاعمال والنقابات العمالية وتنظيمات المرأة والشباب والطلاب والشخصيات الفاعلة والمؤثرة في المجتمع السوداني تتوافق على الأسس والضوابط العامة لبناء دولة المواطنة الحديثة الناهضة المستقرة التي تقوم على الحقوق والواجبات المتساوية.
منهجية الحوار
هو حوار شامل يشارك فيه كل أهل السودان، بلا إستثناء، بكل مكوناته السياسية، والمجتمعية، وكل المكونات الفاعلة، القديمة والحديثة، على ان تشمل منهجية الحوار إقامة الورش والمؤتمرات والسمنارات كوسائل لتعزيز القدرات ورفع الوعي المجتمعي بالاضافة الى القيام بكل الخطوات المطلوبة للوصول الى خارطة طريق تساعد في تنفيذ كل ما تم الاتفاق عليه.
المرتكزات الأساسية للجبهة الشعبية السودانية
1.وحدة وسيادة السودان
2.الاعتراف بأن السودان دولة متعددة ومتنوعة اجتماعيا وعرقيا ودينيا وثقافيا
3.نبذ العنصرية والجهوية ومكافحة خطاب الكراهية
4.الدعوة للتسامح والتوافق الوطني.
5.الاعتراف بأن العدالة الاجتماعية هي السبيل لوطن متسامح معافى.
6.دعم النفرة الشعبية للدفاع عن الوطن
7.دعم القوات المسلحة
8.إجراء حوار سوداني – سوداني شامل لا يستثنى احداً.
9.تضمين تلك الأسس في الدستور الدائم الذي ينتج عن الحوار الوطني الشامل.
آليات التطبيق والمراقبة
العمل على مراقبة تطبيق اتفاقية السلام التي يتم التوصل اليها من خلال وضع إطار عام للمحاسبة وتقديم كل المساعدات الفنية والتقنية اللازمة من أجل التطبيق الأمثل لما تم الاتفاق عليه.
الأهداف:
1/ قطع الطريق أمام التدخلات الخارجية الإقليمية والدولية التي صارت تشكل أكبر خطر يهدد استقرار واستقلال السودان.
2/ البحث عن حلول عاجلة لأزمة الحرب الحالية وما ترتب عنها.
3/ التراضي علي أسس متينة لبناء سودان جديد وناهض.
4/ إقرار نظام سياسي يستوعب حالة السودان الاستثنائية، ويقطع دابر دورات الحكم الخبيثة إلى الأبد.
5. العمل على تسهيل الحوار بين الأطراف السودانية المختلفة المدنية ممثلة في الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والأهلي والشباب والطلاب والمرأة.
6.تعزيز اجراءات بناء الثقة والمصالحة بين الجماعات العسكرية والمدنية بما في ذلك اجراء المصالحات المجتمعية والقبلية.
7.تعزيز بناء قدرات مؤسسات الدولة واصلاح ما خربته الحرب في مجال الشرطة والقضاء ومؤسسات فرض سيادة الدولة وتقوية مؤسسات المجتمع المدني والأهلي.
8.إجراء المعالجات الاقتصادية المطلوبة لتجاوز آثار ما خلفته الحرب وتحقيق التنمية المتوازنة.
المراحل:
المرحلة الأولي: آليات التطبيق والمراقبة
وقف الحرب وفق مرتكزات وأسس واضحة أهمها:
1/ اعتماد إعلان جدة أو أي اعلان آخر يصدر عن جولات تفاوض بين القوتين المتحاربتين اساساً لوقف إطلاق النار ومعالجة الأوضاع الإنسانية.
2/ سيادة الدولة السودانية والحفاظ على استقلال وسيادة القرار الوطني.
3/ مركزية القوات المسلّحة، ومركزية ووحدة قيادتها، ودمج كل قوات حركات الكفاح المسلح، ومن يبقي ويصلح ويرغب من قوات الدعم السريع في القوات المسلّحة، وفق معايير مهنية تحددها لجان عسكرية متخصصة تحت إشراف وإمرة القوات المسلحة السودانية.
المرحلة الثانية: اجراءات بناء الثقة والمصالحات
وهي المرحلة التأسيسية، يتم تحديد زمنها، وتقودها حكومة كفاءات وطنية قومية غير حزبية تقوم بتسيير العمل في دولاب الدولة إلى حين قيام الإنتخابات.
وفي هذه المرحلة تتم عمليات بناء الثقة والمصالحة من خلال جلسات الحوار والمساهمة المجتمعية والبرامج الثقافية وتشجيع المشروعات المشتركة والمبادرات التي تشجع التعاون والتفاهم المتبادل.
المرحلة الثالثة: الحوار واستدامة السلام
مرحلة مؤتمر الحوار الشامل الذي لا يستثني أحداً، ويضع الأسس والضوابط لبناء دولة السودان الحديثة الناهضة المستقرة التي لا يظلم فيها أحد.
وبعد ذلك يتم تطبيق برامج بناء القدرات للمؤسسات المحلية، منظمات المجتمع المدني و الزعماء المحليون لتعزيز قدراتهم في بناء السلام ويشمل هذا وضع برامج الانذار المبكر للنزاعات و التدريب على فض المنازعات والوساطة ومهارات التفاوض الفعال من أجل وضع حد للنزاعات.
المدى الزمني
سيكون المدى الزمني لهذه الخطة عامين لمفاوضات السلام والفترة الانتقالية بما في ذلك فترة التجهيزات ووقف اطلاق النار ومراقبة تطبيقه والتقييم والمراجعة لبنود تطبيق الاتفاقية بصفة عامة.
الموازنة
سيتم وضعها في صورتها النهائية بعد استلام موازنات الأمانة العامة والامانات المتخصصة.
الخلاصة
بنهاية المراحل الثلاث يكون قد تم الوصول إلى السلام المستدام والاستقرار المجتمعي ورفع الوعي المجتمعي به وتعزيز بناء الثقة ووضع أسس إعادة بناء الدولة القوية الراشدة المزدهرة الخالية من مسببات النزاع من خلال الحوار البناء وتعزيز آليات التطبيق والمراقبة .