المرضي يدفعون ثمن الحرب..استهداف 3 مستشفيات خلال 10 أيام
رصد – نبض السودان
وسط تصاعد العنف في السودان، واتساع رقعة الحرب يوما بعد يوم ظلت المستشفيات والمرافق الطبية هدفا لأطراف الحرب الدائرة في السودان.
وخلال 10 أيام جرى استهداف ثلاث مستشفيات بالقصف المدفعي والجوي، حيث استهدفت قوات الدعم السريع المستشفى السعودي في الفاشر في أواخر الشهر الماضي بالقصف المدفعي، كما استهدفت مستشفى النو بأمدرمان يوم الثلاثاء الماضي، بينما استهدف الطيران الحربي مستشفى نيالا يوم الاثنين الماضي.
وقال تيدروس ادحنوم، مدير منظمة الصحة العالمية، يوم الاثنين الماضي، أن الهجمات على مرافق الرعاية الصحية في السودان وعدد من الدول أصبحت وضعا طبيعيا جديدا للصراع. وتابع أنه من المحبط عدم محاسبة أي أحد تقريبًا على هذه الانتهاكات للقانون الدولي.
كما أوضح أنهم أطلقوا تقريرا جديدا في العام الماضي يتضمن تسع توصيات لمحاسبة أولئك الذين يرتكبون الهجمات على الرعاية الصحية، حاثًا الدول الأعضاء على تنفيذ هذه التوصيات.
في الثالث من فبراير، شنت القوات المسلحة السودانية غارات جوية على مناطق سكنية في نيالا، جنوب دارفور، مما أدى إلى تدمير منازل المدنيين. وقعت الغارات الجوية في فترة ما بعد الظهر عندما كان هناك العديد من الناس. قُتل 32 شخصًا وجُرح العشرات، وتم نقل العديد من المرضى إلى مستشفى نيالا التعليمي الذي تدعمه منظمة أطباء بلا حدود.
ويقول أحد الأطباء في تقرير نشرته منظمة أطباء بلا حدود: “أنا طبيب في منظمة أطباء بلا حدود وأعمل في مستشفى نيالا التعليمي. دعوني أخبركم عن الغارة الجوية التي حدثت هنا. فجأة، بينما كنا نقوم بعملنا الروتيني، سمعنا صوت قنبلة. كانت القنبلة الأولى للغارة الجوية هي التي جعلت كل شيء فوضويًا”.
ويضيف “كان الناس والعاملون في مجال الرعاية الصحية يركضون في كل الاتجاهات، محاولين العثور على مأوى ومكان آمن. سمعنا صوت القنبلة بالقرب من المستشفى، ورأيناها! تمكن بعضنا من رؤيتها من داخل المستشفى. رأينا الغبار والدخان في الجزء الشمالي من المستشفى”.
وتابع قائلا:”حاولنا الاختباء في كل مكان. أولاً، اختبأت في المسجد القريب من غرفة الطوارئ. بعد ذلك، عندما غادرت الطائرة، عرفنا أنها ستعود. تحدثنا إلى الفريق ونصحناهم بالاختباء، مع إعطاء الأولوية لسلامتهم. كما حددنا قسم الأطفال كمكان آمن. مكثنا هناك لفترة، لكن قصفًا آخر من الغارة الجوية وقع بالقرب من المستشفى. شعرنا بتحرك المبنى، وكانت الأبواب والنوافذ تهتز. كانت هناك بعض الشظايا داخل المستشفى”.
ويقول الطبيب “في تلك اللحظة، جاءت إحدى الممرضات وأخبرتنا أن المصابين بدأوا في الوصول إلى المستشفى، وكنا مترددين بين البقاء بأمان أو الذهاب للمساعدة. كان علينا الاختيار. كان على بعضنا أن يذهب للمساعدة وكان على البعض الآخر أن يبقى لفترة، 10 أو 15 دقيقة، ثم نتبعهم إلى قسم الطوارئ. عندما ذهبت إلى قسم الطوارئ وجدت الدم في كل مكان، والمرضى يعانون من إصابات متعددة وصدمات”.
وقال “كان الموقف مرعبًا للغاية. كان بعض أفراد الفريق صامدين، لكن بعضهم كان خائفًا للغاية. ومع ذلك، واصلنا العمل للمساعدة. كان الفريق يتكون من مساعدي فريقنا الطبي وغير الطبي في غرفة الطوارئ أيضًا. بعضهم كان يتساءل عما إذا كانوا سيأتون للعمل في المستشفى غدًا، قلقين من تعرضه للقصف. كان الموقف مرعبًا للغاية وصعبًا للغاية”.
يوم الثلاثاء الماضي، شنت قوات الدعم السريع قصفا مدفعيا على مستشفى النو بأمدرمان مما أدى لمقتل 7 أشخاص وإصابة آخرين.
وفي نهاية يناير الماضي، قتل 70 شخصا من بينهم أطفال ونساء جراء القصف المدفعي الذي شنته قوات الدعم السريع على المستشفى السعودي في الفاشر. وأدان عدد كبير من الجهات الدولية والمحلية القصف.
وتقدر وزارة الصحة السودانية الخسائر -التي تعرض لها القطاع الصحي من تدمير ونهب للمؤسسات الصحية ومعداتها الطبية وسيارات الإسعاف، ومستودعات الأدوية والإمداد الدوائي- بمبلغ 11 مليار دولار بجانب تدمير مصانع الأدوية في البلاد.
ويوضح وزير الصحة الاتحادي هيثم محمد إبراهيم أن 75% من المستشفيات البالغة 702 -منها 540 تابعة لوزارته- تعمل جزئيا، حيث تعرضت للتخريب ونهب الأجهزة والمعدات الطبية، كما دمرت أخرى بصورة كاملة.
من جانبه قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدحنوم، إن النظام الصحي المتداعي في السودان “وصل إلى مرحلة الانهيار”. وأوضح أن ما بين 70% إلى 80% من المؤسسات والمرافق الصحية توقفت عن العمل.