من قلب الحرب التي تعصف بالسودانيين، حيث الجوع والموت يهددان حياة الآلاف يومًا بعد يوم، تبرز قصة نجاح إنسانية لا تكاد تُسمع إلا من وراء الكواليس، لكن آثارها تتجاوز الحواجز والأزمات، إنها قصة غرف الطوارئ التي شكلت شريان الحياة للملايين من السودانيين، حيث قدمت الغذاء والدواء في أوقات عزّ فيها الأمل.
“التدخلات تنقذ الأرواح”
في تقرير أعده مجلس تنسيق العمل القاعدي لغرف الطوارئ، تم تسليط الضوء على جهود المتطوعين الذين تصدوا للأزمة الإنسانية الكبرى في مناطق السودان المختلفة بعد اندلاع الحرب.
وفقًا للتقرير، تمكنت غرف الطوارئ من إنقاذ الآلاف من الموت جوعًا في مختلف الولايات، حيث قدمت الغذاء إلى أكثر من مليون شخص، في وقت كانت فيه المطابخ الأخرى قد توقفت عن العمل، ما خلف عشرات الآلاف محرومين من أبسط احتياجاتهم.
شرق النيل: جوع يهدد الآلاف وتحديات مضاعفة
غرفة طوارئ شرق النيل بولاية الخرطوم تروي تفاصيل معركتها اليومية مع الجوع، في 58 مطبخًا، كان يتم تقديم الغذاء ل62 ألف شخص، بينما أُغلِقَ 161 مطبخًا مما حرم 112 ألف شخص من الغذاء،
التحديات التي واجهتها كانت غير مسبوقة، من القيود المفروضة على الحركة إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، ولكن المتطوعين كانوا على قدر التحدي.
جنوب دارفور: عمل مستمر رغم النزوح والتزايد في أعداد المتضررين
أما في جنوب دارفور، فقد أُعيد تشغيل 10 مطابخ في مدارس ومراكز الإيواء في مدينة نيالا، حيث استفاد منها ما يقارب 500 تلميذ، وتزايد أعداد النازحين من مدينة الفاشر بسبب النزاع المستمر فاقم الوضع الإنساني، لكن غرف الطوارئ واصلت عملها بشكل دؤوب لتأمين الغذاء للأطفال والتلاميذ.
توزيع سلال غذائية في وسط دارفور: خطوة نحو تخفيف المعاناة
غرفة طوارئ الحي الشرقي في زالنجي، وسط دارفور، وزعت سلال غذائية ل450 أسرة، تضمنت المواد الأساسية مثل السكر والزيت والصلصة، وذلك لتخفيف حدة المعاناة عن الأسر الفقيرة.
من جانب آخر، شرعت غرفة طوارئ محلية أم دخن في مشروع ربط المستشفى بنظام الطاقة الشمسية لضمان استمرارية الخدمات الصحية في المنطقة.
مبادرات أخرى على مستوى البلاد
في كسلا، قدمت غرفة طوارئ شباب كسلا بالتعاون مع غرف أخرى في همشكوريب وحلفا الجديدة مساعدات غذائية ومعدات للطهي في المناطق التي تعاني من انقطاع الكهرباء، في الوقت نفسه، كانت غرف الطوارئ في غرب كردفان تقدم المساعدة للنازحين وتوفر لهم الطعام والدواء.
التحديات مستمرة أمام غرف الطوارئ
هذه الجهود التي بذلتها غرف الطوارئ لن تكتمل إلا بتكاتف المجتمع الدولي والمحلي لدعم هذه المبادرات، في ظل تزايد الأزمات الإنسانية، يبقى الدور الأكبر على هذه الغرف والمتطوعين في أيديهم مصير الآلاف من السودانيين الذين يواجهون الفقر والجوع والحرب.