لاول مرة .. صادرات السودان تتفوق على الواردات
تقرير : محمد جمال قندول
تحديات كبيرة تواجه قطاع الزراعة الذي يعد من أهم الموارد التي تعتمد عليها الدولة في ظل الحرب.
وكبدت الميليشيا خسائر فادحة لهذا القطاع المهم خاصة في ولاية الجزيرة التي تحتضن أكبر مشروع زراعي ليس في البلاد فحسب وإنما في القارة ككل.
وفد (صحيفة الكرامة) الذي يزور العاصمة الإدارية المؤقتة بقيادة رئيس التحرير محمد عبد القادر، سجل زيارةً لوزير الزراعة د. أبوبكر عثمان بمكتبه نهار أمس، حيث طاف معه على عدد من الملفات المهمة والتحديات التي تواجه الوزارة وخططهم للعام الجاري.
استهداف القطاع
وزير الزراعة د. أبوبكر عثمان قال إنّ هنالك لجنة برئاسته لحصر خسائر القطاع الزراعي جراء تمرد ميليشيا الدعم السريع، لكنها لم تنته بعد من إنجاز تقريرها النهائي.
وأضاف خلال حديثه لـ(الكرامة) أنّ الخسائر التي لحقت بالمزارعين كبيرة جدًا، غير أن تحرير مشروع الجزيرة وجبل موية كان له وقعٌ خاص، وذلك لما تمثله هذه المناطق من أهمية بالغة للقطاع الزراعي بعموم السودان.
د. أبوبكر عثمان البشرى ذكر بأنّ الميليشيا الإجرامية قصدت استهداف القطاع الزراعي بهدف تجويع الشعب وتابع: احتلالهم لمشروع الجزيرة لم يكن عبطًا، مضيفًا أنّ تحرير جبل موية كان نصرًا لوزارة الزراعة لأنه فتح الطريق للوصول لولايات كردفان الثلاثة، وسنار، والنيل الأبيض.
وكشف الوزير أنه ولأول مرةٍ تتفوق الصادرات على الواردات في عام الحرب، مؤكدًا أنّ الموقف الغذائي مطمئن، ودعا لعدم الالتفات لما يشاع من قبل بعض المنظمات التي تشير لمجاعة، واستشهد بمقولة احدهم انه لايمكن وضع السودان والمجاعة فى جملة واحدة نظرا لما يذخر به من امكانات كبيرة فى مجال الزراعة . وذكر أن البلاد غنية بالمحاصيل ، وزاد: في الوقت الذي تنشر فيه بعض المنظمات عن مجاعة بالبلاد وصلنا لذروة الإنتاج، وهنالك منظمات اشترت الذرة من السودان.
التقاوي المحسنة..
وزير الزراعة أشار إلى أنّ الخطة التأشيرية للموسم الصيفي المرتقب 73 مليون فدان، منها 22 مليون فدان للذرة.
وأوضح البشرى بأنه تم تصدير 40 ألف طن من البصل في الموسم الشتوي الماضي،وان السودان كان على راس قائمة الدول المصدرة .
ويرى الوزير بأنّ الفجوة ليست كبيرة بين موسم ما قبل الحرب وبعدها، حيث إنّه في عام الحرب تم إنتاج 3 مليون طن للذرة والدخن، فيما بلغ الإنتاج في 2024 _ 4 ملايين طن.
وأشار د. أبوبكر إلى أنّه لا بد من زراعة التقاوي المحسنة لرفع الإنتاجية للفدان، مشيرًا إلى أنّ الزراعة التقليدية المستمرة منذ عقود غير مربحة وأن الوضع اختلف، إذ أنه لا بد من نقل الإرشاد والتقانة لضمان تطوير هذا القطاع المهم.
وتسبب خروج الجزيرة بسبب احتلالها من الميليشيا خلال الأشهر الماضية من إحداث فاقد للمناطق في الرقعة المزروعة، وهنا يجيب الوزير بأنهم اتجهوا للتعويض بمناطق أخرى مثل ولاية كسلا التي خصصت 40 ألف فدان لمزارعي الجزيرة في نهر القاش، وذلك بعد دور كبير لعبه الناظر ترك، كما تم زراعة مساحات واسعة بولاية نهر النيل.