منتدى التعاون الصيني الإفريقي.. مساعٍ لشراكات إستراتيجية
تقرير – رحاب عبدالله
شهدت عاصمة الصين اليوم الثلاثاء الثالث من سبتمبر 2024 انطلاق أولى جلسات المؤتمر الوزاري التاسع لمنتدى التعاون الصينى الأفريقي، الذي يشارك فيه السودان بوفد حكومي رفيع المستوى ويترأس د. جبريل إبراهيم وزير المالية والتخطيط الاقتصادي وفد السودان المشارك في المؤتمر الوزاري ويأتي ذلك في سياق الترتيب لأعمال قمة منتدى التعاون الصينى الأفريقي التي تنعقد ببكين في السادس من سبتمبر ٢٠٢٤م ،ويهدف المؤتمر الوزاري – الذي تنعقد جلساته التحضيرية خلال الفترة من ٣ – ٥ من الشهر الجاري بمشاركة وزيري الخارجية والطاقة وفريق فني من الوزارتين ووزارة المالية – إلى تقييم مخرجات مؤتمر داكار الوزاري الثامن للمنتدى والتحضير لقمة بكين.
نبذة تعريفية
التعاون الصيني الإفريقي هو إطار مؤسساتي للتعاون الاقتصادي تأسس بمبادرة مشتركة من الصين والدول الأفريقية، بهدف تعميق التعاون لتحقيق التنمية الاقتصادية ومواجهة تحديات العولمة، والذي تأسس في أكتوبر عام 2000م.
أن قمة منتدى التعاون الصيني-الإفريقي (فوكاك) 2024 المرتقبة تُعد وسيلة رئيسية لتعزيز العلاقات الفريدة بين الصين والدول الإفريقية.
مشاركة مهمة للسودان
ويرى عميد كلية الاقتصاد بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا بروفيسور عبدالعظيم المهل، ان مشاركة السودان مهمة لو تم الاستعداد المبكر لهذا اللقاء وتم الاطلاع على اللقاءات السابقة وتكوين الوفد بطريقة تعظم الاستفادة من اللقاء ويتم ذلك عبر الدراسات العلمية الرقمية لمطلوبات المرحلة القادمة وترتيب أولويات إعادة الإعمار والطلب من الصين بناء ستة مدن صناعية بعد الحرب مدينة في كل إقليم بنظام البوت وستة مشاريع زراعية ملحقة بهذه المناطق الصناعية لتوفير المواد الخام، وشراء جميع سيارات الحكومة من السيارات الكهربائية الصينية وبالتالي توفير 35% من استهلاك الوقود وغيرها من مشاريع إعادة الإعمار وبالتالي سوف تكون الفائدة إيجابية واردف المهل في حديثه لـ(نبض السودان)أما لو كان تكوين الوفد من العشائر والاقارب والأصدقاء واصطحب الوفد معه قائمة طويلة من طلبات زوجات أعضاء الوفد فيعني ذلك أننا لم نستفيد من الحرب ورجعنا الي ما كنا نفعل وهذا ما لا يقبله جيل مابعد الحرب والتشرد والنزوح واللجوء.
جدوى المشاركة
وعن جدوى مشاركة السودان في هذا المنتدر يقول الخبير المصرفي وليد دليل ان الصين تبدي أهمية كبيرة لعلاقاتها الخارجية مع القارة الأفريقية عموماً والسودان بشكل خاص ، إذ أصبحت من الجهات المانحة والمستثمرة الكبرى بمختلف أرجاء القارة ومنها في السودان ، وابان دليل ان بكين تمكنت من رسم صورة إيجابية لها في إفريقيا عموما بسرعة لافتة جعلتها تنافس دول أوربا و الولايات المتحدة على النفوذ، والسودان كأحد أهم الدول الإفريقية بل تعد بوابه إفريقيا الكبرى شكلت وما تزال محط اهتمام الصين كجزء مهم من توجهاتها العامة على مستوى القارة الإفريقية عموما ووضح دليل ان الصين توغلت أكثر في السودان عام 1995 بعد دخول مؤسسة البترول الوطنية الصينية (CNPC) وهنا وجدت الصين ضرورة توثيق العلاقات بين بكين والخرطوم وترقيتها من العلاقات التقليدية إلى الإستراتيجية ، بعد دخول الشركات النفطية الصينية ، مضيفا في حديثه لـ(نبض السودان) ان الصين أصبحت
تمارس دور أساسيا في مساعدة الخرطوم لتقليل التأثير الدولي للعقوبات الاقتصادية والعزلة لسياسية التي فرضتها الولايات المتحدة على السودان منذ منتصف عام 1990 باعتبارها دولة راعية للإرهاب وفيها انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان ، موطئ قدم للصين في السودان.
وقال وليد دليل ان الصين وجدت الفرصة مواتية كي يكون لها موطئ قدم في إفريقيا عموما والسودان باعتبارها بوابة أفريقيا الكبرى واستغلت انسحاب الشركات الأمريكية والغربية من السودان وتوغلت بقوة فيها وبالمقابل أصبحت الخرطوم تنظر إلى الصين باعتبارها شريك اقتصادي وبديل مهم للدول الغربية ولها دور وتأثير في السياسة الدولية خاصة بعد معاداة أمريكا لها . والصين في توجهاتها نحو السودان لها أهداف سياسية وإستراتيجية اقتصادية تتعلق بطموحاتها لامتلاك دور موثر وفاعل على الصعيد الإفريقي خاصة بعد ان أدركت أهمية إفريقيا إذا أرادت أن يكون لها دور عالمي فاعل ومؤثر ، وتزايد دورها بشكل اكبر في السودان من خلال مساهمتها الواسعة في قضايا السودان وأهمها دارفور و اتفاق السلام الشامل بين شمال السودان وجنوبه بين عامي 2005 إلى 2011 .
وزير المالية يلتقي نائب رئيس الوكالة الصينية للتعاون الإنمائي الدولي ويشهد مراسم توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين.
واشار وزير المالية والتخطيط الاقتصادي خلال لقائه (الثلاثاء) بمقر الوكالة الصينية للتعاون الانمائي الدولي Yang Weiqun ,نائب رئيس الوكالة الصينية للتعاون الانمائي الدولي ،وذلك بحضور د. محمد بشار محمد ،وكيل التخطيط بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي ، إلى دور منتدى التعاون الصيني الأفريقي في خلق شراكات استراتيجية في المجالات الاقتصادية والتنموية والنهوض باقتصادات الدول الأفريقية .