خبير يتحدث عن سبب غريب لعدم استفادة النيل من مياه السيول
رصد – نبض السودان
كشف خبراء مدى تأثير الأمطار الغزيرة التي هطلت على السودان ومصر على زيادة المياه المتدفقة في نهر النيل، وأثار هطول الأمطار الغزيرة، التي وصلت إلى حد السيول في جنوب مصر والسودان، العديد من التساؤلات بشأن زيادة كمية المياه في نهر النيل.
وهطلت على الأراضى المصرية جنوب أسوان نحو 2.5 مليار م3 فى الأيام الماضية، منها نحو 200 مليون م3 وصلت إلى بحيرة ناصر عن طريق الأمطار المباشرة على مساحة 5000 كم2، وبعض الخيران أهما وادي العلاقي.
وقال الدكتور عباس شراقي ، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إن ذروة تدفق مياه نهر النيل في أغسطس الجاري من كل عام، يصاحبه هطول أمطار غزيرة، ما يؤدي إلى الأضرار البشرية والمادية فى السودان.
وأضاف الدكتور عباس شراقي في تصريحات لوسائل اعلام مصرية أن ذلك حدث خلال الأسابيع القليلة الماضية وما زال هطول الأمطار الغزيرة مكونة سيول فى أماكن كثيرة بعضها مناطق لم تشهد سيولا منذ فترة طويلة مثل شمال السودان فى أبو حمد.
وأوضح الخبير في الشأن المائي أنه من المتوقع أن تستمر حتى نهاية الشهر الجارى، جزء من هذه المياه يتدفق نحو النيل، ولكنها تُفقد بالكامل مضافا عليها أكثر من 10 مليارات م3 أخرى من المياه القادمة من فيكتوريا وإثيوبيا بسبب البخر الشديد وفيضان النيل الأبيض السنوي.
وأشار الدكتور عباس شراقي إلى أن الفيضانات الرئيسية السنوية (زيادة منسوب مياه فى الأنهار) لم تحدث حتى الآن فى النيل الأزرق والأبيض وعطبرة ، حيث غالبا تحدث بدءًا من منتصف أغسطس، ويستخدمها المزارعون فى الري الفيضي، ولكن بسبب التخزين فى سد النهضة لن تحدث فيضانات على النيل الأزرق، ولو كانت الظروف طبيعية لساعدت الحكومة المزارعين فى عمل شبكة ري لهم لتوصيل مياه النيل، ولكن هناك فيضانات الأنهار الصغرى مثل الدندر والرهد.
وأكد أن الحرب الجارية في السودان حاليا أمر استثنائى وسوف تنتهي قريبا، ويظل التعاون المصري السوداني ضروريا لأن السودان يحتاج إلى جهود ضخمة لتطوير بعض الأنهار مثل النيل الأبيض والرهد والدندر، ومخرات السيول المنتشرة فى كل مكان لحماية السكان أولاً ثم للاستفادة من هذه المياه فى إقامة مشروعات تنمية زراعية مستدامة فى السودان ومصر.
وأكد أن السودان يستفيد حاليا بنسبة أقل من 10% فقط من مياه الأمطار، وباقي المياه تًفقد نتيجة البخر او التسرب.