شمال الخرطوم يتحول الى حقل ألغـ ـام
رصد – نبض السودان
كشفت صور بثها ناشطون عن زراعة ألغام مضادة للدبابات بأعداد كبيرة شمال الخرطوم بحري، شمال العاصمة السودانية الخرطوم.
وظهرت هذه الألغام بعد جرف مياه الأودية الأرض عقب هطول أمطار غزيرة في المنطقة الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.
ويتبادل الطرفان المتحاربان الاتهامات بزراعة الألغام في العديد من مناطق الخرطوم، خاصة المفتوحة منها، حيث تعمدت مليشيا الدعم السريع نصب المدافع وزرع الألغام حول مصفاة الجيلي، فيما تؤكد مصادر مختلفة أن الجيش زرع ألغاماً حول سلاح الإشارة في بحري.
وتؤكد مصادر مطابقة تحدثت لـ «سودان تربيون» أن الطرفين زرعا الألغام بكثافة أثناء تواجدهما في الأحياء العديدة وعند الانتقال من منطقة لأخرى، فيما يبدو أنه وسيلة لمنع الطرف الآخر من التقدم.
وعندما حاولت قوة من الجيش العبور من اتجاه أم درمان إلى بحري عبر جسر الحلفايا الرابط بين المدينتين نهاية مايو الماضي، لم تتمكن من التقدم أكثر إلى منطقة الحلفايا أو الدروشاب أو السامراب- شمال الخرطوم بحري- بسبب معلومات تتعلق بزراعة ألغام هناك، وفق ذات المصادر.
وقالت مصادر محلية تقيم على الحدود بين الخرطوم ونهر النيل وسكان قرى مجاورة لطريق التحدي الرابط بين ولايتي الخرطوم ونهر النيل، إن الجيش زرع ألغاماً على مسافات طويلة لحماية ولاية نهر النيل ومداخلها من أي هجوم متوقع للدعم السريع.
وفشل هجوم شنته القوات المسلحة بدعم من القوة المشتركة في التاسع من مايو الماضي لتحرير مصفاة الجيلي من قبضة مليشيا الدعم السريع، وشهدت المنطقة معارك عنيفة انتهت بتقدم الدعم السريع شمالاً ونصب دفاعات متقدمة في المنطقة.
لكن المصادر أكدت أن الجيش زرع ألغام إضافية خاصة بعد منطقة الجيلي لحماية مداخل ولاية نهر النيل ووضع حد لخطط الدعم السريع الرامية للتوغل شمالاً ودخول ولاية نهر النيل.
وأكد مصدر خاص تحدث لـ«سودان تربيون» طالباً عدم الإشارة لموقعه، زراعة أكثر من ألفي لغم حول مداخل نهر النيل من الناحية الجنوبية المتاخمة للخرطوم.
وقتل 10 مدنيين إثر انفجار لغم أرضي في حافلة كانت تقلهم من شرق ولاية الجزيرة إلى ولاية النيل نهاية يناير الفائت.
وأكد المصدر أن ألغاماً شديدة الحساسية زرعت في دائرة كاملة حول الولاية التي يتوقع تعرضها لهجوم من الدعم السريع كونها تضم مقر أحد أقوى أسلحته وهو سلاح المدفعية.
وبجانب الألغام، جزم المصدر بنصب الولاية مدافع وراجمات بعيدة المدى حول الولاية ربما لقصف الأهداف، أبرزها الراجمات السوفيتية “الروسية المعدلة” غراد، وراجمات الكاتيوشا بجانب الراجمات الصينية الحديثة WS1 –WS3- وراجمة A100.
وفي الرابع من أغسطس الحالي، حذرت غرفة طوارئ بحري بالخرطوم سكان ريف بحري من خطر الألغام التي كانت تحت الأرض وكشفتها الأمطار الغزيرة التي هطلت الأيام السابقة.
وقالت في تصريح صحفي: “ندعو جميع المواطنين إلى الحرص والالتزام بالابتعاد عن كل مجاري السيول وعدم الاقتراب من مناطق حقول الألغام الأرضية، للحفاظ على سلامتكم من خطر هذه الألغام”.
وكشفت مصادر متطابقة في منطقة الكدرو لـ«سودان تربيون» زراعة ألغام في جوانب كثيرة من الحي الكبير تشمل ما يعرف بحلة “الرباطاب” غرب السكة حديد قرب محطة القطار، بجانب شارع “أم القرى جنوب” وفي منطقة “زهر باشا” وهو الطريق الذي يربط بأخر محطة الدروشاب حتى ما يعرف بمحطة “الأمية”.
وأكدت المصادر زراعة الألغام بشكل أكبر حول منطقة الجيلي، والمصفاة، والمداخل المؤدية إليها، فيما تتحرك قوات الدعم السريع وفق حركة سير محددة بين الجيلي ومنطقة الكباشي.
ولفتت إلى تحركات للجيش بين أطراف منطقة الكدرو حتى منطقة “الجروقه” الموجودة بين “الفكي هاشم والكباشي”.
وكشفت مصادر عسكرية بالمنطقة لـ«سودان تربيون» عن إزالة الجيش كميات من الألغام التي قالت إن الدعم السريع زرعتها طوال الفترة الماضية.
وانتقد مواطنون تحدثوا لـ«سودان تربيون» استخدام الطرفين الألغام، مؤكدين سقوط قتلى نتيجة انفجارها، فضلاً عن خطورة الحركة في الوقت الحالي خوفاً من خطرها.
وحذروا من خطر كبير ينتظر الأشخاص العائدين بعد نهاية الحرب بسبب وجود مخلفات الحرب والمدافع بجانب زراعة الألغام في جهات غير معروفة.
وفي هذا الشأن، أكد أشخاص تحدثوا لـ”سودان تربيون” وجود مخلفات أسلحة هائلة في أحياء الأملاك وحلة حمد وحلة خوجلي بوسط بحري بسبب الاشتباكات العنيفة التي دارت لفترات طويلة بين طرفي النزاع.
وحذر مواطنون في الجيلي والكدرو وبعض مناطق الدروشاب والسامراب والحلفايا من وجود الألغام المزروعة في شوارع كثيرة وعلى طريق التحدي نفسه، كما أكدوا.
وأشار آخرون في وسط بحري إلى وجود مخلفات قذائف مدفعية في حي “الختمية” الذي دمرت فيه منازل كثيرة إثر القصف المتبادل بين الدعم السريع والجيش المتحصن في سلاح الإشارة.
وأوضح سكان آخرون في منطقة شمبات وجود مخلفات صواريخ، فيما يبدو، بسبب القصف الجوي حول السوق المركزي بشمبات، بجانب تدمير أجزاء كبيرة من السوق والشوارع حوله ووجود مدافع منصوبة في أحياء أخرى قريبة تابعة للدعم السريع.
وتؤكد مصادر خاصة أن الجيش وضع نسخاً بمواقع الألغام التي زرعها وإحداثياتها حتى يتمكن من إزالتها عند انتهاء الحرب أو عند دخول قوات الجيش إلى المنطقة المزروعة سابقاً.
وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا، نهاية فبراير الماضي، إن 18 شخصاً على الأقل قتلوا منذ مطلع هذا العام بسبب الألغام ومخلفات الحرب.
وتشير تقارير مختلفة إلى جمع نحو 4000 جسم متفجر في أحياء أم درمان القديمة بعد سيطرة الجيش عليها مطلع مارس المنصرم.