مأساة إنسانية في معسكر كلمة
رصد _ نبض السودان
كشف رئيس معسكر كلمة بولاية جنوب دارفور الشيخ إسحاق محمد عبد الله لراديو دبنقا أن بعض النازحين بالمعسكر في جنوب دارفور لم يتناولوا أي وجبة منذ ثلاثة أيام، وهناك وفيات مستمرة وسط الأطفال وكبار السن. الأطفال يتضورون جوعاً ويتعالى صراخهم، الأوضاع بالغة السوء وأنا عاجز عن الوصف والتعبير.
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل من العام الماضي يشكو النازحون في دارفور من توقف المساعدات الإنسانية، بينما أدى الخريف والسيول أيضاً إلى صعوبة وصول المساعدات من تشاد عبر معبر الطينة، حيث ظل مسؤولو الوكالات الأممية يطالبون الحكومة بفتح المعابر الحدودية بما فيها معبر أدري على الحدود مع تشاد.
وتبلغ عدد الأسر المستحقة للمساعدات في معسكر كلمة، بحسب المسح الذي أجرته إدارة المعسكر في أبريل الماضي، أكثر من 142 ألف شخص. ويصف الشيخ إسحاق في مقابلة مع راديو دبنقا الأوضاع في المعسكر بالمأساوية مطالباً المنظمات بالتدخل العاجل، وفتح المسارات والممرات الآمنة لمرور المساعدات. وقال: “إن بعض الأمهات خرجن للزراعة منذ أكثر من عشرة أيام، وتركن أطفالهن في المنازل بدون أي مواد غذائية، واكتشفنا أن بعضهم لم يتناولوا أي وجبة منذ ثلاثة أيام والبعض الآخر لا يتناول سوى البليلة”.
وأشار إلى وصول شاحنة مساعدات واحدة قبل ثلاثة أسابيع تحمل 900 جوال ذرة، وتم توزيعها على النازحين جميعهم بالمعسكر الذين يبلغ عددهم 142 ألفاً و300 نازح، بواقع 9 أوقيات لكل شخص وهي لا تكفيهم لمدة يوم واحد.
وكشفت منظمة الأغذية والزراعة يوم الجمعة الماضي، أن 5 شاحنات تحمل 190 طنًا متريًا من بذور الذرة الرفيعة في طريقها إلى نيالا، جنوب دارفور. وفي مايو الماضي، كشفت الإدارة العامة لمعسكرات النازحين واللاجئين عن وفاة 66 طفلاً في معسكر كلمة نتيجة سوء التغذية وانعدام الأدوية الخاصة بالأطفال. كما توفي 38 من كبار السن و6 نساء حوامل خلال ذات الشهر.
وبشأن الموسم الزراعي، أكد الشيخ إسحق أن النازحين شرعوا في زراعة المحاصيل، ولكنه تساءل في الوقت ذاته “كيف يمكن لجائع أن يزرع أرضه؟”.
وكان تقرير للجنة مراجعة المجاعة بالتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يوم الخميس قد أشار إلى تفشي المجاعة في أجزاء من ولاية شمال دارفور، لا سيما معسكر زمزم للنازحين داخلياً، مبيناً أن ذلك سيستمر خلال الشهرين المقبلين. ويقع معسكر زمزم جنوب مدينة الفاشر على بعد حوالي 12 كيلومتراً، ويحتوي على أكثر من 500 ألف نازح، وهو واحد من المخيمات الـ 171 التي سلط الضوء عليها في دارفور. ويرى النازحون في مختلف أرجاء دارفور أن أوضاعهم لا تختلف كثيراً عن معسكر زمزم.