«خالد سلك» يعلق على حوار الجنرال «ياسر العطا»
رصد – نبض السودان
قال خالد عمر يوسف الشهير بـ”خالد سلك” القيادي بتنسيقية “تقدم”، إن لقاء الجنرال ياسر العطا في تلفزيون السودان كان يصلح أن يكون مادة كوميدية لولا أن البلاد غارقة في تراجيديا الحرب وأحزانها التي لا تنتهي.
وأضاف “لا تملك أثناء مشاهدة اللقاء إلا أن تشعر بالأسى على حال البلاد، وبالقلق العميق طالما كانت هذه هي رؤى وأفكار أحد الذين يتخذون فيها قرارات مصيرية تتعلق بحياة الناس ومعاشهم”.
وقال سلك في منشور إن الجنرال ظهر مرتبكاً للغاية وظل يرسل رسائل يناقض بعضها بعضاً، فهو تارة يتهم الحرية والتغيير وتقدم بأنهم من اشعلوا الحرب ومن يشكلون غطاءً للدعم السريع، ومن ثم يسارع ليناقض نفسه ويقول أن 95% من مستشاري الدعم السريع من عناصر المؤتمر الوطني وأن الضباط المنتمين للنظام السابق الذين احيلوا للتقاعد بعد الثورة تم استيعابهم في الدعم السريع، بل يذهب بعيداً ويقول ان الدعم السريع و الحركة الإسلامية هما ذات الكيان حين تعليقه على حادثة مسيرة جبيت!! فأي الادعاءين صادق يا سعادة الجنرال؟!”.
وأشار سلك إلى أن حديث العطا يكشف عمق الأزمة التي تعانيها المؤسسة العسكرية وهي تتحدث في السياسة والاقتصاد والمجتمع وتقوم بكل شيء سوى مهامها التي وجدت من أجلها وهي حماية أمن البلاد والعباد.
وأضاف “هذه الأزمة منعت الجنرال من الاعتذار عما ذهب له سابقاً حينما كان يروج لقصر أمد هذه الحرب منذ بدايتها، ابتداءً بنظريته الشهيرة حول حرب الـ6 +ساعات، والتي طورها لاحقاً لأسبوع أسبوعين، ومن ثم توكل على الحي الدائم وقال انها قد تستمر 100 عام”.
وتابع “هذه الأعوام المئة يا سعادة الجنرال يدفع ثمنها كل يوم مواطن فقد أمه وابيه واخوته يبكي عليهم دماً ودموعاً ولا شيء يعوضه فقدهم، هذه الأعوام المئة تعيشها كل ساعة مواطنة تقطعت بها السبل في منافي اللجوء والنزوح لا تعلم كيف تحصل على قوت يومها، هذه الأعوام تدفع ثمنها أجيال تحرم من التعليم والعلاج وتقف على شفا حفرة من مجاعة شاملة، لا تحس انت بآلامها بل تستمتع بالضحك أعلى هذا الحطام الذي صنعته بأيديك.
وقال سلك إن الجنرال أتهم قادة الحرية والتغيير وتقدم بالعمالة والخيانة، وهو ذات من خرج للإعلام من قبل وشهد لهم بالنزاهة وعفة اليد واللسان. يعلم العطا تمام العلم أن من يتهمهم هؤلاء لا أرصدة لهم في البنوك ولا منازل ولا عقارات امتلكوها طوال انشغالهم بالهم العام، فلينظر العطا حوله ليرى حلفاء وأصدقاء اليوم وهم يرفلون في مال فسادهم الذي تجلى في ارصدة دولارية وشقق وعقارات في عواصم الإقليم والعالم.
وأضاف “يعلم العطا أن من تقلدوا المواقع خلال عامي الانتقال دخلوا اليها وخرجوا بأيادي نظيفة لم تمتد على مال أو نفس. هذه حقائق لا يستطيع كائن من كان أن يغيرها بإطلاق الأكاذيب هنا وهناك.
وزاد “لسخرية الأقدار يعاير الجنرال قادة الفترة الانتقالية بالفشل في إدارة البلاد! حين شارك العطا في انقلاب 25 أكتوبر كان السودان ينعم بسلام شامل سكتت فيه أصوات البنادق في دارفور و جبال النوبة والنيل الأزرق عبر عمليات سلام شامل جاءت نتاجاً لثورة ديسمبر المجيدة. كان السودان حينها فك حالة عزلته الدولية وخرج من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتولى رئاسة منظمة الايقاد ومثار احتفاء العالم في محافل عالمية خصصت للاحتفاء بنجاحات سودان الثورة كمؤتمر باريس وبرلين.