بيريلو.. مصر تدفع ثمن عدم استقرار السودان
رصد – نبض السودان
ثمن المبعوث الامريكي للسودان “توم بيريلو” الدور المصري في إحلال السلام في السودان في ظل الحرب الدائرة وذلك في إطار المائدة الصحفية التي عقدتها السفارة الأمريكية بالقاهرة بحضور بيريلو وعدد من موظفي السفارة الأمريكية بالقاهرة وعدد من الصحفيين المصريين والسودانيين.
وحول المبادرة الأمريكية لإجراء محادثات سلام في أغسطس الحالي في جنيف، قال بيريلو إنه يجب علينا التحرك بموجب الاتفاقيات العامة السابقة، ونعتقد أن الطريقة الأسرع والأكثر فعالية لحمل الأطراف على تنفيذ الالتزامات السابقة هي العودة إلى طاولة المفاوضات مجددا وإجراء مناقشة حول بنود جدول الأعمال الثلاثة التي حددها وزير الخارجية انتوني بلينكن بناءً على مشاوراتنا مع الأطراف ومع الشعب السوداني، ونحن ننادي بضرورة وقف العنف من أجل وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع الولايات الثماني عشرة مع آليات المراقبة والإنفاذ، ونواصل العمل بشكل وثيق مع المملكة العربية السعودية كما فعلنا في المفاوضات السابقة.
وقال المبعوث الأمريكي ان الوقت الحالي مناسب تماما لتدخل الجهات الفاعلة الخارجية لتكون جزءا من عملية السلام وفقط لان الشعب السوداني يريد السيطرة على مستقبله بنفسه.
وحول محاولة اغتيال الفريق عبد الفتاح البرهان الفاشلة اوضح أن هذا النوع من الإجراءات لن يؤدي إلا إلى تصعيد الوضع في الوقت الذي كان فيه الشعب السوداني واضحًا جدًا في أن ما يريده هو مفاوضات سلمية، واستعادة حلم مستقبل يقوده المدنيون والذي بدأ في عام 2019.
وقال إن نتائج المؤتمر المصري حول السودان يونيو الماضي كانت مثيرة للإعجاب للغاية في المقام الأول، وأود فقط أن أقول إن مصر شريك أساسي للولايات المتحدة في هذه الجهود الرامية إلى استعادة السلام والاستقرار في السودان. أعتقد أن هذا شيء لاحظه الشعب السوداني وبالتأكيد لاحظته الولايات المتحدة، وليس من المستغرب، بالنظر إلى تاريخ الشراكة مع الشعب السوداني، ولكن أيضًا التكاليف المباشرة التي تتحملها مصر، بصراحة تامة، من رؤية تدفقات اللاجئين.
وتابع: “أعتقد أن المؤتمر كان مبادرة هامة من جانب المصريين وستسهم بالتأكيد في الجهود الأوسع نطاقا، بما في ذلك تلك التي يبذلها الاتحاد الإفريقي”.
وقال المسئول الأمريكي ردا على سؤال للدستور حول عرقلة أنصار النظام السابق في السودان نظام عمر البشير لعملية السلام في السودان، قال إن هناك العديد من الأشياء التي تقسم الشعب السوداني في الوقت الحالي، ولكن أحد أوضح العوامل التي توحد الشعب السوداني هو أنهم لا يريدون العودة إلى نظام البشير وتابع أن السودانيون الآن مهتمون بالمساعدة في حل هذه الحرب، والتخفيف من حدة هذه المجاعة، واستعادة البنية التحتية والسلام، واعتقد ان الحاجة الوحيدة التي يجتمع عليها السودانيين هي تحقيق أحلام 2019.
وتابع: “تعد مصر شريكًا أساسيًا وتلعب حقًا دورًا قياديًا قويًا للغاية في محاولة البحث عن حل للصراع من خلال محاولة التعامل مع مجموعة كبيرة من الشركاء، حيث شاركت مصر على نطاق أوسع في القضايا الإنسانية والحوار السياسي الشامل”، مشيرا الى أن مصر تدفع ثمن عدم استقرار السودان كما تكثف جهودها لاستقبال اللاجئين كما تلعب مصر دورًا جوهريًا للغاية في دعم جهود الوساطة التي نبذلها، سواء قبل المحادثات أو أثناءها، ونحن نقدر ذلك كثيرًا.
وقال إن واشنطن تركز على ثلاث أو أربع جبهات مختلفة وعلى جبهة المساعدات الإنسانية، لم نكن فقط أكبر مساهم في المساعدات الإنسانية، بل ربما كنا في وقت ما نقدم أكثر من أي شخص آخر مجتمعًا، ونحن نواصل محاولة التصدي للانتهاكات الواضحة للقانون الإنساني الدولي، سواء كان ذلك من خلال منع وصول الموظفين عبر الحدود، أو حرق المحاصيل والمخازن من قبل قوات الدعم السريع. ولذلك أصدرنا عقوبات على كلا الجانبين بسبب بعض تلك الانتهاكات. لذا، أولًا وقبل كل شيء، على الجانب الإنساني، نحن نواجه ذلك بشكل عاجل. لقد عملنا مع الحلفاء في جميع أنحاء العالم للحصول على المزيد من المساعدات فحسب، ولكن أيضًا لمحاولة التأكد من وصولنا إلى المزيد من الأماكن.
وشدد على ان وقف إطلاق النار هو الأولوية الثانية بالنسبة لهم وسبق وأخذت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية زمام المبادرة في مفاوضات وقف إطلاق النار، أعتقد أنه من خلال هذه الجولة الأخيرة، فإننا نرحب بشدة بالآخرين ليكونوا جزءًا من هذه العملية وجزءًا من الحل.
وأكد أن قوات الدعم السريع تستحق الجزء الأكبر من اللوم في خلق المجاعة الحالية، وهذا شيء أكد عدم شرعية قوات الدعم السريع في نظر الشعب السوداني، حيث تعمل هذه القوات على اغتصاب وتعذيب المواطنين أو المساعدة في خلق هذه المجاعة.
وأضاف “في الحقيقة أننا لا نملك حسابًا دقيقًا لعدد النساء اللاتي تعرضن للاغتصاب، أما عدد الأطفال الذين وقعوا ضحية للاغتصاب، فلدينا تقديرات، ولكنها لا تشبه بأي حال التقديرات التي قد نتوصل إليها في أغلب الحروب، والآن لدينا مخاوف بشأن حالة السدود، وإدارة السدود. وهذه قضية أخرى”.
وقال إن الاتحاد الإفريقي يلعب دورًا مهمًا للغاية، وتواصلت معهم واشنطن قبل أن تعلن عن جولة جنيف للتنسيق معهم ومعرفة ما إذا كانوا يريدون قيادة هذه الجولة، وكانوا يريدون منا المضي قدمًا في المحادثات التي أجريناها، لكننا نرى هذا كثيرًا كجهد مشترك، لذا سنستمر في محاولة التنسيق معهم، لكننا نعتقد أن المزيد من القيادة من جانب الاتحاد الأفريقي أمر جيد، فقد تولوا بالتأكيد دورًا قياديًا من خلال اللجنة رفيعة المستوى، وأعتقد أن هناك الكثير من الأمل في هذه العملية.