واشنطن تكشف إستراتيجية إنهاء حرب السودان
رصد – نبض السودان
قال مبعوث الولايات المتحدة الخاص إلى السودان توم بيرييلو، إن الولايات المتحدة، ستبدأ محادثات دبلوماسية جديدة مع كل الأطراف السودانية والإقليمية بعد نهاية شهر رمضان مباشرة.
وأوضح الدبلوماسي الأمريكي الذي عاد لتوه من زيارته الأولى للمنطقة، والتي شملت 7 دول: في هذه المرحلة نحن بحاجة إلى استئناف المحادثات الرسمية، والتي نأمل أن تحدث بمجرد انتهاء شهر رمضان، وأن تكون شاملة للجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية وكذلك الأصوات الرئيسية من الداخل.
وبحسب المبعوث الأمريكي، فإن بلاده تأمل في أن تقود تلك المحادثات إلى اتفاق ليس فقط لإنهاء العنف، لكن أيضًا للانفتاح على عودة الحياة الطبيعية وللوصول الإنساني للخدمات الرئيسية.
وردًا على تساؤل بشأن ما إذا كان هناك تنسيق بين أطراف دولية أو إقليمية أخرى خلال جولة المحادثات المقبلة بين طرفي الصراع في السودان، قال الدبلوماسي الأمريكي، إن مساعي بلاده ترتكز على الجهود الإقليمية السابقة وتتسق معها لإنهاء الصراع في السودان، في إشارة إلى محادثات جدة، وغيرها من اللقاءات التي ناقشت الأزمة السودانية، سواء في القاهرة أو أديس أبابا، وغيرها.
فهل تتمكن أمريكا من إنهاء الحرب؟
يقول بيرييلو، إن الولايات المتحدة تعمل بشكل عاجل على مشروع لإنهاء هذه الحرب؛ كون السودان الديمقراطي المستقر، ذي الجيش القوي الموحد «أمر يمكن أن يكون ركيزة للاستقرار في المنطقة بأسرها».
وبحسب الدبلوماسي الأمريكي، فإن مشروع واشنطن لإنهاء الحرب في السودان يرتكز على 4 أولويات، وهي:
أولا: التوصل إلى اتفاق سلام ينهي العنف.
ثانيا: ضمان وصول المساعدات الإنسانية الكاملة بشكل فوري إلى جميع السودانيين.
ثالثا: العودة إلى عملية الانتقال السياسية المدنية في السودان.
رابعا: تحديد مستقبل السودان بشكل يضمن وجود قوة مسلحة سودانية قوية وموحدة، وتمكين السودانيين من تحديد مستقبلهم.
لكن كيف ستتحقق هذه الأولويات؟
«الحل يكمن في إسكات الأسلحة»، يقول المبعوث الأمريكي، مشيرًا إلى أنه للوصول لهذا الهدف، فإن الأمر يتطلب من رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ«حميدتي» التوصل إلى هذا الاتفاق، بالإضافة إلى دعم كافة الأطراف الدولية والإقليمية له.
وأكد بيرييلو، على أن واشنطن ستبحث مع جميع الجهات الفاعلة والمستعدة في السودان للمساعدة في جعل مستقبل البلاد أكثر سلاما وازدهارا.
فـ«جميع الأطراف في السودان، لديها توافق حول أن يكون السودان موحدا، ولديه جيش محترف قوي»، بحسب بيرييلو الذي قال إن جميع القادة في السودان لديهم دور رئيسي يلعبونه، في ضمان وصول المساعدات الإنسانية والمضي قدماً في عملية السلام، وخاصة الجنرال البرهان.
يقول الدبلوماسي الأمريكي، إن العقوبات المفروضة على عدد من الجهات والمؤسسات والأفراد في السودان، تأتي بهدف بالتناغم مع الأهداف الأمريكية الرامية على التأكيد لجميع الأطراف المشاركين في هذا الصراع، سواء داخل السودان أو خارجه، من أن هناك تكلفة يتحملها أولئك الذين يدعمون ويرتكبون أي انتهاكات أو فظائع في البلد الأفريقي.
وشدد على أن الولايات المتحدة، تعمل على ردع الأطراف المختلفة المنخرطة في الصراع، بإيصال رسالة مفادها، أن أي انتهاكات ستتم المساءلة عليها.
وفيما دعا، الأطراف الدولية إلى أن تكون جزءًا من عمليات المساءلة في السودان، رجح أن تقود بعض التحقيقات الجارية بشأن الانتهاكات في السودان «البعض» إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ورغم ذلك، إلا أنه أكد أن العقوبات وحدها لن تنهي الحرب، قائلا: لهذا السبب فإن الجهود الدبلوماسية لإحلال السلام مهمة (..) هناك فرصة كبيرة الآن، حيث يمكن لقيادة قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية أن تجتمع معًا وتتوصل إلى اتفاق ومن ثم الانطلاق في عملية سياسية شاملة.
فهل سيكون هناك دور إقليمي ودولي في تلك العملية؟
يقول المبعوث الأمريكي، إن هناك ضرورة لمشاركة كل أطراف الصراع في السودان، بالإضافة إلى الأطراف الإقليمية والدولية في محادثات السلام المستقبلية.
وأكد على ضرورة تمثيل شركاء السودان الأفارقة، سواء القادة الأفارقة الرئيسيين في المنطقة أو الجهات الفاعلة المتعددة الأطراف، بما في ذلك الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية والاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات؛ لدورهم المهم في أي محادثات حول مستقبل السودان.
وحول زيارته الأخيرة للمنطقة، قال المبعوث الأمريكي إن الجولة التي قادته إلى السودان عبر أوغندا وإثيوبيا، إضافة إلى زيارته كينيا وجيبوتي ومصر والسعودية ودولة الإمارات، اجتمع خلالها مع عدد من المسؤولين، لمناقشة الأزمة السودانية، ووضع أطر لإنهاء الحرب.
وحذر المسؤول الأمريكي، من أن الوضع في السودان قد يصبح أسوأ كثيرا، بالنظر إلى اقتراب البلاد من موسم الأمطار، في الوقت الذي وصلت فيه الأزمة الإنسانية بالفعل من نقطة الانهيار.